أفاد مصدر مصري مطلع لصحيفة "الشرق الأوسط"، اليوم الثلاثاء، بأن مؤتمر القاهرة للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، الذي كان مقرراً انعقاده نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، "لن ينعقد في موعده وسيتم تأجيله"، مرجعاً السبب إلى التصعيد الحالي داخل القطاع، وسعي القاهرة إلى توفير ظروف أفضل على الأرض تضمن تحقيق أهداف المؤتمر بشكل فعّال.
ترتيبات موازية وتحركات دولية
وأشار "المصدر"، إلى أن "المؤتمر لن يعقد في موعده المحدد نهاية الشهر، وأرجح أن يتأخر قليلاً"، مؤكدًا وجود جهود موازية تبذل حالياً، وسط مؤشرات على نية الولايات المتحدة تنفيذ خطوات خاصة بها تتعلق بملف رفح، في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل داخل القطاع والمعروفة بـ"المنطقة الخضراء".
ضمانات دولية غائبة
كما أوضح "المصدر"، أن تأخر انعقاد المؤتمر يعود إلى طلبات متعددة من دول مختلفة للحصول على "ضمانات تمنع تكرار الدمار مجدداً في غزة"، ما لم يتحقق حتى الآن، ولا يبدو ممكناً في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي والاختراقات المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار.
وخلال "قمة شرم الشيخ للسلام"، التي أسهمت في الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه عدداً من القادة، "أهمية عقد مؤتمر القاهرة للتعافي المبكر وإعادة إعمار القطاع في نوفمبر"، وفق بيان صادر عن الرئاسة المصرية.
تحضيرات مستمرة واتصالات دبلوماسية
كما سبق أن تناولت بيانات رسمية مصرية إمكانية عقد المؤتمر خلال نوفمبر، حيث أجرى وزير الخارجية بدر عبد العاطي اتصالاً هاتفياً في 17 أكتوبر الماضي مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، وبحثا خلاله "التحضيرات والتفاصيل المتعلقة بمؤتمر إعادة الإعمار"، بما يشمل التمويل والتعهدات المالية، إضافة إلى تقييم حجم الدمار وتحديث البيانات المرتبطة به.
متابعة رسمية وملفات دائمة الحضور
وفي الخامس من الشهر الجاري، جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التأكيد على اعتزام مصر استضافة مؤتمر دولي لمرحلة التعافي المبكر وإعادة الإعمار بنهاية الشهر، وذلك خلال استقباله رئيس قيرغيزستان، بحسب بيان صادر عن الرئاسة.
وفي السياق ذاته، أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال كلمته في "قمة العشرين" يوم السبت الماضي أن "مصر ستستضيف مؤتمراً عالمياً للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة"، داعياً دول العالم للمشاركة فيه، دون تحديد موعد نهائي.
غياب إعلان رسمي عن التأجيل
والجدير بالإشارة أنه حتى عصر اليوم الثلاثاء، لم تصدر القاهرة بياناً رسمياً يؤكد الموعد الجديد للمؤتمر أو التأجيل بشكل رسمي، بينما تشهد غزة تصعيداً واسعاً منذ 19 نوفمبر، إذ تعرضت الهدنة لـ"انتكاسة" خطيرة، أبرزها مقتل 21 شخصاً على الأقل السبت الماضي جراء غارات إسرائيلية، بعد اتهام تل أبيب حركة "حماس" بـ"خرق اتفاق الهدنة المعلن في 10 أكتوبر الماضي".
والجدير بالذكر أن "القمة العربية الطارئة" التي استضافتها القاهرة في 4 مارس (آذار) الماضي، أقرت "خطة إعادة إعمار وتنمية قطاع غزة"، الهادفة إلى تحقيق التعافي المبكر وإعادة بناء القطاع دون أي تهجير للفلسطينيين، وفق مراحل زمنية تمتد لخمس سنوات، وتبلغ تكلفتها التقديرية نحو 53 مليار دولار، كما دعت القاهرة لعقد مؤتمر دولي لدعم جهود الإعمار بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
