اعتبرت مصادر مقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تعيينه لإيال زامير رئيسا للأركان كان خطأ فادحاً.
مقربون من نتنياهو
وأوضحت هذه المصادر قائلة: "لقد ارتكبنا خطأ في تعيينه؛ فهو يتصرف باستقلالية مفرطة، ويسير في اتجاه عكسي لكل ما تعهد به".
وأضافت هيئة البث أن نتنياهو أبلغ زامير في اجتماع سابق يوم الثلاثاء أنه "محِق في بعض القضايا، لكنه في النهاية خاضع للقيادة السياسية".
خلافات داخل المؤسسة الأمنية
يتزامن هذا التوتر مع خلافات عميقة بين وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان زامير، حيث تدخل نتنياهو للتوسط بينهما في اليوم نفسه.
وكان رئيس الوزراء قد أعلن مساء الاثنين عزمه عقد جلسة وساطة ثلاثية، غير أن كاتس رفض ذلك، مفضلا عقد لقاءات منفصلة بينه وبين مسؤولي المؤسسة الأمنية.
جذور الأزمة
وترجع جذور الخلاف بين كاتس وزامير إلى التعيينات العليا في الجيش، والتي يقترحها رئيس الأركان لكنها تحتاج لمصادقة وزير الدفاع.
وتصاعد التوتر يوم الاثنين بعد إعلان كاتس أن مراقب وزارة الدفاع، العميد المتقاعد يائير فولانسكي، سيعيد النظر في اللجنة التي شكّلها زامير برئاسة اللواء المتقاعد سامي ترجمان لإصدار الحكم النهائي حول تحقيقات الجيش في أحداث 7 أكتوبر، بما في ذلك تحديد المسؤوليات داخل هيئة الأركان.
تراجع العلاقة إلى الحد الأدنى
وأشارت مصادر مطلعة لهيئة البث إلى أن العلاقات العملية بين كاتس وزامير "تراجعت إلى الحد الأدنى"، إذ أبدى كاتس انزعاجه من عدم إبلاغه مسبقاً بقرارات زامير المتعلقة بكبار الضباط.
رد زامير
ورد رئيس الأركان مساء الاثنين بأن تقرير لجنة ترجمان عرض بالكامل على وزير الدفاع قبل نشره في 10 نوفمبر، مؤكدا أن القرارات المتعلقة بقادة الجيش هي من صلاحياته وحده وليست ضمن اختصاص المستوى السياسي.
كما عبر عن استيائه من توقيت إعلان كاتس، مشيرا إلى أنه كان ميدانيا مع الجنود في شمال البلاد خلال تدريبات لعمليات قتالية محتملة مع حزب الله أو للتصدي لسيناريوهات تسلل من سوريا.
توتر سياسي متصاعد
وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن نتنياهو عقد لقاءات منفصلة مع كل من كاتس وزامير في محاولة لاحتواء الخلاف الحاد بينهما.
انتقادات لاذعة للحكومة
ووجه الكاتب الإسرائيلي ناداف إيال اتهام حكومة نتنياهو بأنها تبقي جرح الجيش مفتوحاً منذ هجوم 7 أكتوبر، بدلاً من مداواته أو التحقيق الجدي في مسبباته، محذراً من أن إسرائيل تعيد إنتاج نفس الفشل الذي أدى للكارثة.
مواجهة غير مسبوقة
كما تحولت المواجهة بين وزير الدفاع ورئيس الأركان إلى حدث فارق في المشهد السياسي والأمني في إسرائيل، دفع نتنياهو إلى التدخل المباشر لاحتواء الأزمة المرتبطة بتحقيق الجيش في أسباب فشل التصدي لعملية "طوفان الأقصى".
والجدير بالذكر أن قرارات زامير الأخيرة جاءت عقب نتائج "لجنة ترجمان"، إذ قرر اتخاذ خطوات شخصية وقيادية بعد تقييم فشل الجيش قبل وأثناء هجوم 7 أكتوبر، الأمر الذي أثار عاصفة سياسية وإعلامية واسعة.
