كشفت قناة i24NEWS العبرية، أن الجيش الإسرائيلي يحتفل في الوقت الراهن بسلسلة من "الإنجازات الأمنية الوهمية" على طول الحدود مع مصر.
تقارير داخلية تكشف الحقيقة
وعلى الرغم من هذا الاحتفاء، وجهت القناة انتقادات حادة للجيش، مشيرة إلى أن هذه الصورة المتفائلة تتعارض تمامًا مع معطيات مقلقة وردت في تقرير داخلي لغرفة عمليات الفرقة 80، كشف عن تسجيل 46 عملية تهريب خلال أسبوع واحد فقط — وهو رقم يشمل فقط العمليات التي جرى اكتشافها، فيما تظل الرحلات التي نجحت في اختراق الحدود مجهولة المصير.
وأشارت "القناة العبرية"، إلى أن عمليات التهريب عبر ما تصفه إسرائيل بـ"الحدود الغربية" — تجنبًا لذكر مصر مباشرة — شهدت ارتفاعًا لافتًا خلال الشهرين الماضيين، حيث بلغ متوسط الطائرات المهربة نحو طائرة ونصف يوميًا، محملة بشحنات تشمل أسلحة عالية الجودة، وكميات ضخمة من المخدرات تشبه إنتاج كارتلات مكسيكية، وصولًا إلى حيوانات استوائية نادرة.
شبكات تهريب قوية ومنسقة
كما أوضحت "القناة"، أن شبكات التهريب تعتمد على تعاون منظم بين عائلات بدوية على جانبي الحدود، إذ يقوم المهرب الإسرائيلي الحامل للهوية الزرقاء بتجهيز الطائرة المسيرة وإرسالها إلى الجانب المصري على مسافة تقارب كيلومترين، حيث تتسلمها جهة أخرى لتحميلها بالأسلحة القادمة من سيناء أو غزة أو إيران أو السودان، قبل أن تعود الطائرة محمّلة بالبضائع إلى داخل إسرائيل دون أي اعتراض.
فوضى أمنية بلا جهة مسؤولة
وفي السياق ذاته، أكد "القناة"، أن هذه العمليات تتم في ظل غياب رادع حقيقي ناتج عن تشتت المسؤوليات الأمنية بين عدة جهات: فالجيش يشرف على الحدود، بينما تدخل شبكات التهريب ضمن مسؤولية الشرطة، وتتولى الرقابة الأمنية أجهزة الشاباك، في حين يتولى حرس الحدود تنفيذ الملاحقات الميدانية، كما يخلق هذا التشتيت — بحسب القناة — فجوة كبيرة في التنسيق ويضعف آليات المساءلة.
وتابعت "القناة"، أن وزير الدفاع الإسرائيلي أصدر مؤخرًا قرارًا بتحويل الشريط الحدودي مع مصر إلى منطقة عسكرية مغلقة، مانحًا قائد اللواء صلاحيات واسعة في التعامل مع المهربين، إلا أن القرار — كما تقول القناة — تجاهل دور الشرطة تمامًا، وزاد الاعتماد على جيش "لم يعد كما كان في ذروة قوته"، بل أصبح — وفق تعبيرها — "جيشًا صغيرًا" يركز على مهام حدودية محدودة دون رؤية استراتيجية شاملة.
مراكز قيادة بلا قيادة
وأفادت "القناة"، بأن الخطة الأصلية كانت تهدف لإنشاء مركز قيادة موحد في بئر السبع يضم جميع الأجهزة الأمنية المعنية، إلا أن الدولة رفضت تعيين مسؤول فعلي لقيادته، ما جعله كيانًا شكليًا يفتقر إلى سلطة تنفيذية حقيقية، ويزيد من تعقيد المشهد الأمني.
ولفتت "القناة"، إلى أن الجيش، بعد موجة انتقادات شعبية واسعة، قام بتعيين ضابط رفيع لتولي ملف التواصل الإعلامي، لكن هذا الضابط استبدل لاحقًا بقائد كتيبة، "لم يكن يتمتع بالرتبة الكافية لإحداث فرق حقيقي، ولا يملك الخبرة الميدانية اللازمة لنقل الصورة الفعلية لما يجري على الأرض".
واختتمت "القناة"، تقريرها بالتأكيد على أن "الاحتفاء المبالغ فيه بالإنجازات الأمنية قد يكون مجرد ستار يخفي حالة عجز مؤسسي مزمن"، مشيرة إلى أن الدولة، بعد أشهر من إنكار وجود أزمة، بدأت أخيرًا "تستجدي العفو من السكان المحليين"، متعهدة بالاستماع لمطالبهم، بينما تظل الحدود في واقع الأمر "ممزقة بالتناقضات، مفتوحة أمام التهريب، ومغلقة أمام أي مساءلة".
