أفادت تقارير بأن تل أبيب تراقب ما تصفه باستغلال قطر لحالة التعطيل التي تواجه صفقة الغاز الطبيعي بين إسرائيل ومصر، بعد أن قدمت الدوحة عرضاً للقاهرة لتوريد ما تحتاجه من الغاز المسال.
صفقة عملاقة على المحك
وكشفت القناة 12 العبرية، أن صفقة بيع الغاز من حقل "لوثيان" الإسرائيلي إلى مصر، بقيمة 35 مليار دولار، أصبحت مهددة بالانهيار، الأمر الذي فتح الباب أمام دخول قطر على الخط ومحاولة ملء الفراغ.
والجدير بالإشارة أن هذا التعطيل جاء نتيجة تأخير الحكومة الإسرائيلية في الموافقة على الصفقة، في إطار ضغوط سياسية تمارسها ضد القاهرة، في ظل توتر غير مسبوق على خلفية تطورات غزة، إلا أن العرض القطري، بحسب القناة، قد يضع إسرائيل في موقف صعب.
العرض القطري "غير المحدود"
وفي السياق ذاته، كشف مصدر مسؤول في وزارة البترول المصرية تفاصيل العرض القطري واسع النطاق، مؤكداً أن استراتيجية الوزارة تقوم على تنويع مصادر الاستيراد، وعدم الاعتماد على شركة أو دولة بعينها.
ولفت "المصدر"، إلى أن مصر تعتمد في صفقاتها على "السعر الأرخص"، موضحاً شراء نحو 80 شحنة من الغاز المسال من شركة "هارتري بارتنرز" الأمريكية بقيمة 4 مليارات دولار، إلى جانب اتفاقيات مع أرامكو السعودية، وترافيجورا، وفيتول.
منفعة متبادلة بين القاهرة وتل أبيب
وفيما يتعلق بالغاز الإسرائيلي، أوضح "المصدر"، أن "الجانبين فائزَان"، وأن إسرائيل تتضرر اقتصادياً إذا لم تبع غازها لمصر، مشدداً على أن اتفاقية الغاز بين البلدين تقوم على منفعة متبادلة، وأن استمرار التبادل يخدم مصالح الطرفين الاقتصادية.
وكانت القناة الإسرائيلية قد ذكرت أن الصفقة ما تزال معلقة بسبب تأخير الموافقة الحكومية، وسط مزاعم بأن قطر تستغل هذا التأجيل لتقديم عرض لتزويد مصر بكميات ضخمة من الغاز المسال، في محاولة لتعزيز نفوذها داخل سوق تعد من أكبر أسواق استيراد الغاز في المنطقة.
صفقات وتوسعات قطرية إضافية
وبحسب التقارير، فإن الصفقة الأصلية التي وقعت في أغسطس 2025 تنص على تصدير غاز بقيمة 35 مليار دولار لتمويل توسعات حقل "لوثيان" وإنشاء خط أنابيب جديد نحو نقطة النقيب في مصر.
كما لفتت مصادر إعلامية إلى أن الأيام المقبلة ستحمل قرارات مصيرية بالنسبة لقطاع الطاقة في إسرائيل، في ظل صراعات بين وزارتي المالية والطاقة حول تصدير الغاز إلى مصر.
خطوات مصرية لتعزيز أمن الطاقة
ومن جهتها، كشفت وزارة البترول المصرية بدء الإنتاج الأولي من حقل "غرب البرلس" في البحر المتوسط، بعد ربط أول بئر بالشبكة القومية للغاز، بمعدل يومي يقترب من 45 مليون قدم مكعب.
ويأتي ذلك بالتزامن مع توسع قطر للطاقة في مصر، عبر شراكات مع إيني الإيطالية وشل، إضافة إلى توقيع عقود طويلة الأمد لتوريد الغاز إلى القاهرة لضمان تلبية احتياجات السوق المحلية.
