أعلنت حركة حماس، في بيان صدر صباح الاثنين، عن قلقها الشديد إزاء تصاعد ملحوظ في النشاط الجوي الإسرائيلي فوق قطاع غزة، محذرة من تحركات معادية متزامنة تنفذها طائرات الاستطلاع التابعة للجيش الإسرائيلي، وأشارت الحركة إلى أن هذه التحركات تتم بوتيرة كثيفة وعلى امتداد مناطق واسعة من القطاع.
تركيز خطير فوق غزة وخان يونس
ووفق البيان، فإن طيران الاستطلاع الإسرائيلي لا يقتصر على محور بعينه، بل يشمل مختلف أرجاء قطاع غزة، مع تسجيل كثافة وصفت بـ"الخطيرة" فوق المناطق الغربية لمدينة غزة، إضافة إلى منطقة مواصي خان يونس جنوب القطاع، ما يعكس – بحسب الحركة – استعدادات ميدانية لسيناريوهات تصعيد محتملة.
دعوات عاجلة للإجراءات الوقائية
وفي ضوء هذا التصعيد الجوي، وجهت حماس نداءً عاجلًا إلى المواطنين والعاملين في الميدان بضرورة الالتزام الصارم بإجراءات السلامة والأمن، وشددت على أهمية تجنّب استخدام الأجهزة الإلكترونية، وعدم التحرك في مجموعات مكشوفة، وإطفاء مصادر الإضاءة غير الضرورية، إلى جانب اعتماد أساليب التمويه وحماية المعدات الحساسة من الرصد الجوي.
تحذيرات عند العمل في المناطق المكشوفة
وأكد البيان كذلك على ضرورة توخي أقصى درجات الحذر عند الاقتراب من المواقع المفتوحة أو أثناء تنفيذ أي نشاط ميداني، مشددًا على أن هذه التدابير تهدف بالأساس إلى تقليل المخاطر وحماية أرواح المدنيين والعناصر العاملة على الأرض، في ظل ما وصفته الحركة بتصعيد جوي متسارع ولافت.
غارات وتفجيرات فجر الثلاثاء
وفي وقت متأخر من فجر الثلاثاء، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت غارات على المناطق الشرقية من مدينة غزة، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف من آليات عسكرية إسرائيلية جنوب مدينة رفح، كما ذكرت التقارير أن القوات الإسرائيلية فجرت مدرعة مفخخة في شارع بغداد بحي الشجاعية شرق غزة.
روبوتات مفخخة وقنابل إنارة
وأشارت المصادر ذاتها إلى قيام الجيش الإسرائيلي بزرع روبوتات مفخخة داخل حي الشجاعية، في خطوة وصفت بأنها تصعيد نوعي، إضافة إلى إطلاق قنابل إنارة مكثفة في منطقة شرق جحر الديك وسط القطاع، ما زاد من حالة التوتر والاستنفار بين السكان.
نشاط بحري قبالة خان يونس
ولم يقتصر التصعيد على البر والجو، إذ أفادت التقارير بأن زوارق حربية إسرائيلية فتحت نيرانها في عرض البحر قبالة سواحل خان يونس جنوب قطاع غزة، في رسالة عسكرية تعكس شمولية التحركات الإسرائيلية في مختلف الجبهات المحيطة بالقطاع.
حصيلة ثقيلة رغم الهدنة
وعلى الرغم من سريان الهدنة، تشير بيانات السلطات الصحية المحلية إلى مقتل أكثر من 360 فلسطينيًا في قطاع غزة منذ دخولها حيّز التنفيذ، إضافة إلى سقوط ثلاثة جنود إسرائيليين، وهو ما يسلط الضوء على هشاشة التفاهمات القائمة على الأرض.
هدنة هشة وسط تبادل الاتهامات
وكانت الهدنة قد بدأت في العاشر من أكتوبر، وأسهمت نسبيًا في خفض وتيرة العنف عقب الحرب التي اندلعت بعد هجوم حماس المفاجئ على إسرائيل في السابع من الشهر نفسه عام 2023، إلا أن هذه التهدئة لا تزال مهددة بالانهيار، في ظل تبادل مستمر للاتهامات بين الطرفين بخرق بنودها، وتصاعد المؤشرات الميدانية على إمكانية تجدد المواجهات.
