كشفت وزيرة الخارجية البريطانية عن عزم المملكة المتحدة استضافة مؤتمر يضم ممثلين عن المجتمع المدني الإسرائيلي والفلسطيني في شهر مارس 2026، في خطوة تهدف إلى إعادة إحياء مسار الحوار بين الجانبين بعيدًا عن القنوات السياسية التقليدية، وخلق مساحة تواصل مباشرة تركز على الإنسان والمجتمع بدلًا من التجاذبات الرسمية.
لانكستر هاوس منصة للحوار وبناء الثقة
وأوضحت الوزيرة أن المؤتمر سيُعقد في قصر لانكستر هاوس وسط لندن، وسوف يشكل منصة مفتوحة لتشجيع النقاش البنّاء وتبادل الأفكار والرؤى بين المشاركين، ويأتي هذا التوجه في إطار سعي بريطاني لدعم مسار سلام أكثر استدامة، قائم على بناء الثقة المتبادلة وتعزيز الفهم المشترك بين المجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني.
المجتمع المدني في صدارة الجهود
ويركز المؤتمر، وفق الرؤية البريطانية، على تمكين المجتمع المدني من لعب دور فاعل في عملية السلام، من خلال إشراك الأكاديميين، والنشطاء، والمبادرات الأهلية، وأصحاب التجارب الميدانية، بما يعكس قناعة لندن بأن الحلول طويلة الأمد لا يمكن أن تنجح دون حاضنة اجتماعية داعمة لها.
دعم مباشر لصندوق السلام الدولي
ويُنتظر أن يشكل المؤتمر دفعة أساسية لإطلاق وتفعيل مبادرة “الصندوق الدولي للسلام بين إسرائيل وفلسطين”، وهو إطار مالي يهدف إلى تمويل مشاريع مشتركة تخدم الطرفين في قطاعات حيوية مثل التعليم، والتنمية الاقتصادية، والرعاية الصحية، وبناء مؤسسات مدنية قادرة على ترسيخ ثقافة التعايش والتعاون.
استلهام تجارب ناجحة في صنع السلام
وأكدت وزيرة الخارجية أن بريطانيا تعتزم توظيف خبرتها الطويلة في إدارة النزاعات وبناء السلام، مستشهدة بتجربة “اتفاق الجمعة العظيمة” في إيرلندا الشمالية، إضافة إلى دورها المستمر في دعم الاستقرار في منطقة غرب البلقان، وتهدف لندن من خلال هذه الخبرات إلى تقديم الدعم التقني والاستشاري لمساعي إحلال السلام في الشرق الأوسط.
شراكة دولية من أجل استقرار دائم
وشددت الوزيرة على أن استضافة هذا المؤتمر تأتي ضمن مقاربة تشاركية تعتمد على التعاون مع الأطراف المعنية والمجتمع الدولي، بهدف تحويل الحوارات المجتمعية إلى رافعة سياسية داعمة لأي تسوية مستقبلية، تسعى إلى إنهاء الصراع وإرساء أسس استقرار طويل الأمد في المنطقة.
