كشفت قناة كان العبرية أن مسؤولين في الإدارة الأمريكية أجروا مباحثات وصفت بـ"المتقدمة" حول احتمال فرض عقوبات على وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). وتستند هذه المناقشات إلى مزاعم بوجود "ارتباطات" بين الوكالة وجهات مصنفة أمريكياً على أنها إرهابية.
وبحسب ما نقلته القناة عن مصدرين مطلعين تحدثا لوكالة رويترز، فإن إدارة الرئيس دونالد ترمب كانت تنظر إلى الوكالة باعتبارها جهة لها صلة بحركة حماس في غزة، وهو ما عزز —وفق تلك الرؤية— الشبهات السياسية والأمنية المحيطة بعمل الوكالة.
تحفظات داخل الخارجية الأمريكية
أوضحت المصادر أن هذه التوجهات داخل واشنطن أثارت جدلاً كبيراً في وزارة الخارجية، خاصة أن اتخاذ خطوات عقابية ضد الأونروا قد يؤدي إلى تداعيات قانونية وإنسانية معقدة، وأشارت إلى أن الملف لا يزال قيد الدراسة، وأن وحدات مكافحة الإرهاب وتخطيط السياسات في الخارجية الأمريكية تواصل تقييم الخيارات المتاحة وآثارها المحتملة.
حتى الآن، لم يحسم القرار، مما يعكس حجم الانقسام داخل المؤسسات الأمريكية بشأن التعامل مع منظمة تعتبر شريان حياة لملايين الفلسطينيين.
اتهامات إسرائيلية ونفي أممي قاطع
تواصل إسرائيل الادعاء بأن عدداً من موظفي الأونروا شاركوا في عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، لكن الأونروا نفت هذه الاتهامات بالكامل، كما أكدت الأمم المتحدة التزام الوكالة الصارم بمبدأ الحياد ورفضها لأي مزاعم غير مبنية على دلائل قاطعة.
وتقول الأمم المتحدة إن الاتهامات الإسرائيلية تأتي في سياق محاولات متكررة لإضعاف الوكالة أو تعطيل دورها الحيوي في غزة والضفة الغربية ودول اللجوء.
شريان حياة وسط كارثة غير مسبوقة
في ظل حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 8 أكتوبر 2023، والتي دخلت عامها الثاني، ازدادت أهمية الأونروا باعتبارها أكبر مؤسسة إنسانية دولية تقدم الإغاثة للفلسطينيين، وقد أدت الحرب إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق:
- أكثر من 70 ألف شهيد.
- أكثر من 171 ألف جريح معظمهم من الأطفال والنساء.
- دمار هائل طال المنازل والمستشفيات والبنى التحتية.
- تكاليف إعادة الإعمار تقدر بنحو 70 مليار دولار.
تعكس هذه الأرقام حجم المأساة التي يعيشها الفلسطينيون، مما يجعل استمرار عمل الأونروا ليس مجرد ضرورة إنسانية، بل طوق نجاة لملايين البشر.
عقوبات محتملة
أي تحرك أمريكي لفرض عقوبات على الأونروا قد يؤدي —بحسب مراقبين— إلى تعطيل قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية، في وقت يعتمد فيه سكان غزة كلياً على المساعدات الدولية للبقاء على قيد الحياة.
ولذلك، تتصاعد التحذيرات من أن الخطوة قد تفاقم الانهيار الإنساني وتحدث فراغاً قد لا تستطيع أي جهة أخرى ملؤه.
