كشفت مصادر أمنية إسرائيلية، في تسريبات إعلامية صادرة من تل أبيب، عن كواليس اغتيال القيادي في حركة حماس رائد سعد، معتبرة أن العملية جاءت نتيجة ما وصفته بـ"خطأ أمني جسيم" ارتكبه القيادي الفلسطيني، وأتاح لسلاح الجو الإسرائيلي تنفيذ عملية سريعة وحاسمة أطلق عليها داخليًا اسم "العشاء الأخير".
تحرك مفاجئ دون حماية
وبحسب ما أوردته صحيفة "معاريف" العبرية، فإن رائد سعد، الذي يعد أحد أبرز القادة العسكريين في حركة حماس، خرج في تحرك غير معتاد مستخدمًا سيارة مدنية باتجاه شاطئ مدينة غزة وذلك لأسباب لم تتضح حتى الآن ودون مرافقة أمنية أو إجراءات تمويه، مما جعله مكشوفًا أمام منظومات الرصد الإسرائيلية.
مراقبة دقيقة وضربة فورية
وأشارت الصحيفة، إلى أن وحدات المراقبة الإسرائيلية التقطت تحركات سعد فور خروجه وتم تتبعه بدقة عالية، قبل أن يصدر القرار بتنفيذ ضربة جوية مباشرة أنهت حياته خلال دقائق، في عملية وصفت بأنها "فرصة استخباراتية نادرة"
خلافات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية
من جهتها، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تفاصيل إضافية، مؤكدة أن عملية الاغتيال سبقتها خلافات حادة داخل الدوائر الأمنية الإسرائيلية، ووفق الصحيفة، انقسمت الآراء بين فريق دعا إلى تأجيل العملية، وفريق آخر رأى ضرورة استغلال اللحظة وتنفيذ الاغتيال فورًا.
الرهائن في قلب الجدل
وأوضحت الصحيفة أن الفريق المعارض للعملية فضل الانتظار إلى حين استعادة جثمان آخر رهينة إسرائيلي من قطاع غزة خشية تعقيد المفاوضات الجارية، بينما رأى الفريق المؤيد أن تنفيذ الاغتيال يمثل رسالة ضغط على حركة حماس، ردًا على ما وصفوه بـ"المماطلة" في ملف الرهائن، وهو الرأي الذي حظي بدعم المستوى الأمني الأعلى.
إبلاغ واشنطن بعد التنفيذ
وفي خطوة وُصفت بالحساسة، كشفت "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل لم تُخطر الإدارة الأمريكية بالعملية إلا بعد مرور نحو 20 دقيقة على تنفيذها، في خرق واضح للتفاهمات المعمول بها بين الجانبين ضمن إطار اتفاق وقف إطلاق النار.
مخاطرة سياسية محسوبة
وعزت الصحيفة هذا التأخير إلى إدراك تل أبيب أن عملية الاغتيال قد تثير غضب واشنطن، كونها تتعارض مع القواعد المتفق عليها خلال مرحلة التهدئة، إلا أن صناع القرار الإسرائيليين قرروا المضي قدمًا، معتبرين أن الظرف الميداني يبرر المخاطرة السياسية.
ميدان النابلسي
وأشارت التقارير إلى أن استهداف رائد سعد في منطقة ميدان النابلسي غرب مدينة غزة شكّل حدثًا استثنائيًا، إذ نادرًا ما تتاح فرصة اغتيال بهذا الوضوح في منطقة مفتوحة، ما دفع جهات أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى إلى التوصية بتنفيذ الضربة دون تردد.
تحركات دبلوماسية بعد الاغتيال
وفي أعقاب العملية، أفادت مصادر إعلامية بأن إسرائيل تجري اتصالات مكثفة مع الإدارة الأمريكية، في محاولة لإقناع الوسطاء الدوليين بالضغط على حركة حماس لإعادة رفات آخر رهينة إسرائيلي محتجز في قطاع غزة، وسط مخاوف من تداعيات الاغتيال على مسار التهدئة والمفاوضات الجارية.
