أشار محللون إسرائيليون، اليوم الأحد 14 ديسمبر 2025، إلى أن إسرائيل أقدمت على خطوة محفوفة بالمخاطر بمواجهة محتملة مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد تنفيذها عملية اغتيال القيادي في حركة حماس رائد سعد، أمس السبت.
وجاء ذلك في وقت كان ترامب قد دعا مؤخراً إلى ضبط وتقييد العمليات العسكرية في قطاع غزة، دعماً لمسار خطته الرامية إلى إنهاء الحرب والانتقال إلى مرحلتها الثانية.
قراءة إسرائيلية لموقف واشنطن
في هذا الإطار، رأى المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، أن عدم إظهار ترامب غضباً حتى الآن قد تفسّره إسرائيل على أنه إشارة غير مباشرة تسمح بمواصلة استهداف المسؤولين في غزة، على غرار النهج المتبع في الساحة اللبنانية.
ولفت "ليمور"، إلى أن قطر وتركيا ستتحركان على الأرجح لإقناع ترامب بكبح جماح إسرائيل، موضحًا أن موقفه النهائي سيشكل مؤشراً حاسماً على طبيعة السياسة الإسرائيلية المقبلة تجاه قطاع غزة.
تأجيل المرحلة الثانية
وأضاف "ليمور"، أن إسرائيل تعمل على إرجاء الانتقال إلى المرحلة الثانية لأطول فترة ممكنة، خشية أن يقود ذلك إلى انسحابات إضافية وتغيرات جوهرية في الواقع الميداني داخل القطاع.
وفي سياق متصل، أشار "ليمور"، إلى أن الإدارة الأميركية لم تنجح بعد في تشكيل القوة الدولية المكلّفة بالمسؤولية الأمنية في غزة، ولا في جمع مليارات الدولارات من دول الخليج لتمويل عملية إعادة الإعمار.
ثلاثة بدائل مكلفة
ووفقاً لما ذكره موقع "واينت"، أول من أمس، فأن واشنطن طالبت إسرائيل بإزالة كميات الأنقاض الهائلة التي خلّفتها الحرب خلال السنوات الماضية، بدءاً من منطقة رفح، على أن يتم ذلك على نفقة إسرائيل.
ووصف "ليمور"، المشهد أمام تل أبيب بأنه يضعها أمام "ثلاثة خيارات صعبة": إما الإبقاء على الوضع القائم مع استمرار حكم حماس؛ أو إقامة هيئة حكم شكلية بدعم أميركي مع بقاء سيطرة حماس فعلياً؛ أو فشل خطة ترامب، ما قد يدفع إسرائيل إلى استئناف الحرب بكل ما يحمله ذلك من أعباء اقتصادية وضغوط دولية متزايدة.
من جهته، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن السؤال المركزي حالياً يتمحور حول "رد فعل الولايات المتحدة" على اغتيال سعد، خاصة في ظل إعلان ترامب عزمه الدفع قدماً نحو تنفيذ المرحلة الثانية من خطته الخاصة بغزة.
كما أوضح "هرئيل"، أن إسرائيل قد تستفيد من عدم وجود أسرى إسرائيليين لدى حماس، ما يمنحها هامشاً أوسع لمواصلة استهداف الحركة دون تكبد كلفة سياسية كبيرة، مستبعداً في الوقت نفسه أن تكون تل أبيب قد حصلت على موافقة أميركية مسبقة لتنفيذ الاغتيال، مع تأكيده أنها ستتحرك بحذر لتفادي إثارة غضب الإدارة الأميركية.
الموقف الرسمي الإسرائيلي
والجدير بالذكر أن الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت، أمس، على لسان رئيسها بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس، أن رائد سعد يعتبر "أحد مهندسي هجمات السابع من أكتوبر"، وأنه كان يعمل في الفترة الأخيرة على إعادة ترميم قدرات حركة حماس والتخطيط لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل، معتبرة ذلك خرقاً واضحاً لوقف إطلاق النار وتعهد الحركة باحترام خطة الرئيس ترامب.
