تواصل السلطات الأسترالية توسيع نطاق تحقيقاتها لكشف ملابسات سفر الأب والابن المتهمين بتنفيذ هجوم سيدني إلى الفلبين قبل أسابيع من وقوع الاعتداء، ووفق ما أوردته صحيفة الغارديان البريطانية، باتت هذه الرحلة محورًا أساسيًا في التحقيق، في ظل الشكوك حول أهدافها واحتمال ارتباطها بالتخطيط للهجوم.
ما الذي تبحث عنه الشرطة؟
أوضح مفوض شرطة ولاية نيو ساوث ويلز، مال لانيون، أن نافيد أكرم (24 عامًا) ووالده ساجد أكرم (50 عامًا) توجها مؤخرًا إلى الفلبين، مؤكدًا أن فرق التحقيق تركز حاليًا على أسباب السفر والمسارات التي سلكاها والأماكن التي قاما بزيارتها، إضافة إلى ما إذا كانت تلك التحركات مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالهجوم الذي هز سيدني.
أدلة خطيرة في موقع إطلاق النار
وكشف لانيون أن الشرطة عثرت داخل سيارة مسجلة باسم نافيد أكرم، وكانت متوقفة قرب موقع إطلاق النار على عبوات ناسفة بدائية الصنع، إلى جانب علمين لتنظيم داعش مصنوعين يدويًا، واستهدف الهجوم، الذي وقع يوم الأحد، احتفالًا يهوديًا وأسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا بين قتيل وجريح.
تفاصيل الدخول والخروج من الفلبين
من جانبها، نقلت وكالة فرانس برس عن إدارة الهجرة في مانيلا أن ساجد أكرم دخل الفلبين مستخدمًا جواز سفر هندي، وأكدت المتحدثة باسم الإدارة، دانا ساندوفال، أن ساجد ونجله نافيد وصلا معًا إلى الفلبين في الأول من نوفمبر 2025 قادمين من سيدني، قبل أن يغادرا البلاد في 28 من الشهر نفسه، دون الإفصاح عن طبيعة أنشطتهما خلال فترة الإقامة.
شبهة ارتباط بتنظيم إرهابي
صرح رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، بأن المؤشرات الأولية تفيد بأن الهجوم يحمل بصمات فكر تنظيم داعش، مشيرًا إلى وجود أدلة تدعم فرضية ارتباط المنفذين بتنظيم إرهابي، وهو ما يعزز من خطورة القضية وتعقيد أبعادها الأمنية.
حصيلة دامية وضحايا بالعشرات
وبحسب المعلومات المتداولة حتى الثلاثاء، ارتفع عدد قتلى هجوم سيدني إلى 16 شخصًا، فيما لا يزال 25 مصابًا يخضعون للعلاج في المستشفيات، وسط حالة من الصدمة والحزن داخل المجتمع الأسترالي.
اعتقال الابن ومقتل الأب
وأفادت الشرطة بأن نافيد أكرم أُلقي القبض عليه في موقع الحادث، ونقل إلى أحد مستشفيات سيدني وهو في حالة حرجة، بينما قتل والده ساجد أكرم برصاص الشرطة خلال تنفيذ العملية الأمنية لاحتواء الهجوم.
وفي ختام تصريحاته، نفى مفوض الشرطة صحة تقارير إعلامية زعمت أن ساجد أكرم حصل على رخصة سلاح قبل عشر سنوات، موضحًا أن الرخصة مُنحت له فقط في عام 2023، في تصحيح مهم لتفاصيل جرى تداولها على نطاق واسع عقب الحادث.
