كشفت صحيفة "الشرق الأوسط"، أن حركة "حماس" تسعى لعقد جولة مفاوضات غير مباشرة في مصر أو قطر خلال الفترة المقبلة، في ظل استمرار الاتصالات والمحادثات مع الوسطاء بشأن الأوضاع في قطاع غزة، وتطورات الانتقال إلى المرحلة الثانية، بما يضمن تنفيذ هذه المرحلة بسلاسة.
اتصالات متعددة المسارات
ووفقًا لما ذكرته مصادر في حركة "حماس" تحدثت للصحيفة، فإن المحادثات ما زالت متواصلة بين الوسطاء وقيادة الحركة، سواء عبر لقاءات مباشرة جمعت بعض أطراف الوسطاء مع الوفد المفاوض، أو من خلال اتصالات تجري معهم.
ولفتت "المصادر"، إلى أن لقاءات عُقدت في القاهرة والدوحة وإسطنبول، إما بحضور ثنائي أو ثلاثي للوسطاء، وفي بعض الأحيان مع طرف واحد فقط، وجميعها تمت بالتنسيق الكامل مع كافة الوسطاء وبعلمهم وضمن إطار تنسيقي متكامل.
ضغط أميركي محتمل
وأوضحت "المصادر"، أن هناك مساعي واضحة لعقد جولة تفاوضية غير مباشرة بحضور وفد من إسرائيل، إلى جانب مشاركة الجانب الأميركي، بما يعزز فرص الضغط على الحكومة الإسرائيلية من قبل إدارة الرئيس دونالد ترمب، بهدف المضي قدمًا في تنفيذ خطته الرامية أساسًا إلى تحقيق الاستقرار.
وفي السياق ذاته، أشارت "المصادر"، إلى أن الاتصالات لا تقتصر على ملف سلاح المقاومة فقط، بل تشمل جملة من القضايا الأخرى، من بينها ملف إعادة الإعمار، واليوم التالي لإدارة قطاع غزة، ومهام لجنة التكنوقراط، إضافة إلى ملف فتح معبر رفح، ورفع الحصار بشكل كامل، والانسحاب من القطاع، وكذلك ملف القوة الدولية، مشددة على أن مسألة خروج قيادات "حماس" من قطاع غزة لم تكن مطروحة في الحوارات التي جرت، ولن تكون ضمن نطاقها.
حراك دون جمود
وأكدت "المصادر"، أن الاتصالات الجارية لا تعكس حالة جمود في المفاوضات، مشيرة إلى تبادل العديد من الأفكار مع مختلف الأطراف بشأن مصير القضايا الأساسية المتعلقة بقطاع غزة.
كما لفتت "المصادر"، إلى وجود اتصالات فلسطينية داخلية مستمرة بين قيادة "حماس" والفصائل الفلسطينية، مع تكثيف الجهود لعقد جلسة حوار وطني في القاهرة خلال الفترة المقبلة.
وتوقعت "المصادر"، أن تشهد نهاية الشهر الجاري أو بداية الشهر المقبل تحركات أوسع تتعلق بواقع قطاع غزة.
رسائل عبر الوسطاء
ورداً على تساؤل حول ما إذا كانت "حماس" تنتظر خطوة أميركية جديدة بشأن المرحلة الثانية، أكدت "المصادر"، أن التحركات والاتصالات الأميركية مستمرة بشكل دائم، وأن رسائل تنقل عبر الوسطاء من إدارة ترمب لضمان نجاح الاتصالات الحالية، والسعي إلى التوصل لاتفاق ضمني يسهم في تسهيل وتسريع جولات التفاوض، من خلال بحث أفكار ومقترحات تتعلق بقضايا سلاح المقاومة، والقوة الدولية، وحكم القطاع.
كما شددت "المصادر"، المصادر انفتاح الحركة، بالتوافق مع الفصائل الفلسطينية، على جميع المقترحات التي يمكن أن تكون "عادلة"، وتمنح الفلسطينيين حقوقًا واضحة بشأن مستقبلهم، بما لا يسمح لأي طرف بفرض نفسه كجهة "انتداب" أو احتلال بصيغة أخرى، أو منح إسرائيل فرصة للاستفراد بالنشطاء والقيادات عبر تثبيت قواعد إطلاق نار جديدة، أو رفض استكمال الانسحاب كما هو متفق عليه، أو التحكم بكافة مقومات حياة الفلسطينيين.
ملف ميلادينوف
أما عن ما أثير حول تولي المبعوث الأممي السابق للشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، رئاسة المجلس التنفيذي لما يعرف بـ"مجلس السلام" الذي سيعلن الرئيس ترمب لاحقًا تشكيله، أوضحت المصادر أن قيادة "حماس" لم تتلقى أي تأكيد رسمي بهذا الشأن، رغم تداول أسماء عدة بعد استبعاد توني بلير.
وأشارت "المصادر"، إلى أن الحركة سبق أن أجرت اتصالات وعقدت لقاءات مع ميلادينوف داخل قطاع غزة وخارجه خلال فترة عمله مبعوثًا للأمم المتحدة، خاصة أثناء الحصار ومسيرات العودة بين عامي 2017 و2019، مؤكدة أنه على دراية بمطالب الحركة، ولا مانع من التعامل معه شريطة وجود إجماع وطني وعربي وإسلامي ودولي على طبيعة دوره، بما يضمن تحقيق حقوق الفلسطينيين دون استثناء.
