أكد الوسيط المقرّب من الإدارة الأميركية في ملف غزة، بشارة بحبح، أن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة يُتوقّع أن تنطلق خلال يناير المقبل، مرجّحًا أن تكون في الأسبوع الأول أو الثاني، عقب لقاء مرتقب وحاسم بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأوضح بحبح، في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط، أن لجنة إدارة قطاع غزة باتت جاهزة بالأسماء، مشيرًا إلى أن وزير الصحة الفلسطيني ماجد أبو رمضان هو الأوفر حظًا لرئاستها.
ضغوط أميركية لحسم المرحلة الثانية
وأشار بحبح إلى أن اللقاء المنتظر بين ترامب ونتنياهو نهاية الشهر الجاري سيكون مفصليًا في حسم ملفات المرحلة الثانية، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستضغط بقوة لبدئها الشهر المقبل، بما يشمل حسم مشاركة تركيا ضمن قوة الاستقرار الدولية في قطاع غزة.
وأضاف أن واشنطن ترى في القوات التركية الطرف الأكثر قدرة على المساهمة في ضبط الاستقرار داخل القطاع.
اجتماع الدوحة وتشكيل «قوة الاستقرار الدولية»
وكشف بحبح عن تفاصيل الاجتماع الذي عُقد الثلاثاء في العاصمة القطرية الدوحة، والذي خُصص لبحث تشكيل قوة الاستقرار الدولية في غزة.
وأوضح أن الاجتماع ركّز على تحديد الدول المستعدة للمشاركة بشكل واضح، وطبيعة مساهمة كل دولة، سواء عبر توفير قوات، أو التدريب، أو الدعم التقني والفني.
قيادة القوة وآلية العمل
وبيّن بحبح أن أحد محاور النقاش تمحور حول الهيكل القيادي للقوة الدولية، مشيرًا إلى وجود مقترح بتولي جنرال أميركي قيادتها، إضافة إلى بحث آلية التنسيق بين القوات المشاركة.
كما تطرّق الاجتماع إلى أماكن انتشار القوة، وما إذا كانت ستتمركز خارج ما يُعرف بـ«الخط الأصفر» الفاصل بين مناطق سيطرة إسرائيل و«حماس»، أو داخله، أو في المناطق المكتظة بالسكان، إلى جانب مصادر التمويل.
رفض واسع للخطة الإسرائيلية
وأكد بحبح أن طريقة الانتشار التي اقترحتها إسرائيل قوبلت برفض واسع من غالبية الدول المشاركة، موضحًا أن هناك توافقًا على دور رقابي لا اشتباكي.
وشدد على أن أغلب الدول ترفض الانخراط في مهام نزع السلاح، وتفضّل أن تكون القوة فاصلة بين القوات الإسرائيلية والمناطق المأهولة بالسكان، بهدف حماية المدنيين وتهيئة الظروف لـانسحاب إسرائيلي تدريجي من القطاع.
دور تركيا وشروط إسرائيل
وتوقع بحبح أن يمارس ترامب ضغوطًا مباشرة على نتنياهو لقبول مشاركة تركيا، لكنه رجّح أن تحاول إسرائيل فرض شروط، قد تُفضي إلى تسوية يكون فيها الدور التركي تقنيًا وليس مسلحًا.
وأكد أن الضغط الأميركي سيكون العامل الحاسم في هذا الملف.
«مجلس السلام» والتزامات الدول
وفيما يتعلق بما يُعرف بـ«مجلس السلام»، أوضح بحبح أن ترامب يتحدث عن اهتمام عدد من قادة العالم بالانضمام إليه، لافتًا إلى أن العضوية ليست رمزية، بل تترتب عليها التزامات مالية وأمنية وسياسية.
وأشار إلى أن الأسماء المطروحة لعضوية المجلس التنفيذي تشمل:
ستيف ويتكوف
جاريد كوشنر
رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير
السفير الأميركي السابق ريتشارد غرينيل
الدبلوماسي البلغاري السابق نيكولاي ملادينو
لجنة إدارة غزة: توافق على ٤٢ اسمًا
وبشأن إدارة قطاع غزة، أكد بحبح وجود قائمة تضم ٤٢ اسمًا لعضوية لجنة التكنوقراط، جرى التوافق عليها بين حركتي حماس وفتح ومصر، مرجّحًا تولي ماجد أبو رمضان رئاستها.
التزام بالاتفاق رغم الخروقات
ورغم الحديث عن تعثر محتمل، جدد بحبح توقعه بإطلاق المرحلة الثانية في الأسبوع الأول أو الثاني من يناير، بعد قمة ترامب–نتنياهو.
وأكد أن ترامب لن يسمح بفشل الاتفاق بنسبة ١٠٠٪، مشددًا على أن حركة حماس ملتزمة بوقف إطلاق النار رغم الخروقات الإسرائيلية، وتدرك أن إسرائيل تسعى إلى استغلال أي ذريعة لاستئناف الحرب، ما يدفعها إلى إبداء قدر أكبر من ضبط النفس لتفويت الفرصة.
