أفادت صحيفة "واشنطن بوست"، اليوم الأربعاء، بأن عبارة "شكرًا لكم على اهتمامكم بهذا الأمر" أصبحت بمثابة السمة الأبرز لفترة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثانية، نظرًا لتكرار استخدامها بشكل لافت في خطاباته وتصريحاته.
عبارات غير تقليدية
واشتهر المسار السياسي لترامب باستخدامه عبارات جذابة وتعابير غير تقليدية، غير أن عبارة الشكر هذه تحولت إلى توقيع لغوي مميز، إذ يكررها باستمرار عبر منصته الاجتماعية "تروث سوشيال".
وبحسب "الصحيفة"، لم يستخدم ترامب هذه العبارة سوى مرة واحدة فقط على وسائل التواصل الاجتماعي خلال ولايته الأولى، بينما قالها 190 مرة منذ إعادة انتخابه في يناير.
ولفتت "الصحيفة"، إلى أن ترامب عرف في ولايته الأولى بعبارات شهيرة مثل "استمع!" وكذلك "أنت مطرود" التي رسخت حضوره الإعلامي عندما كان مقدمًا لبرنامج تلفزيوني.

سياقات متناقضة
وأوضحت "الصحيفة"، أن عبارة الشكر تنتمي إلى لغة عالم الأعمال، وهو ما يتناقض مع أسلوب ترامب المندفع في العادة، وقد استخدمها في سياقات متعددة، من بينها التفاخر بتدمير غواصة يشتبه في حملها مخدرات، وتهديده بأن واشنطن لا تملك سوى خيار تدمير حركة حماس، إضافة إلى حديثه عن أن بث المحكمة العليا بشأن شرعية نظام التعريفات الجمركية الذي أقره يمثل مسألة "حياة أو موت"، وفي إحدى المرات، أرفق ترامب عبارته بـ11 علامة تعجب.
وفي السياق ذاته، أكد مدير الاتصالات في البيت الأبيض، ستيفن تشيونغ، أن ترامب يكتب بنفسه جميع منشوراته على منصة "تروث سوشيال"، بما في ذلك عبارة الشكر التي باتت ملازمة لرسائله.

نهاية حاسمة
وعند سؤاله عن مغزى هذه العبارة، أوضح "تشيونغ" أن ترامب "يتواصل بشكل مباشر وحاسم دون أي غموض"، مشيرًا إلى أن إنهاء الرسائل بهذه العبارة يمثل "نهاية حازمة".
وتابع "تشيونغ"، أن أحد الأسباب الرئيسية لتصويت الأميركيين له بأغلبية ساحقة هو وضوحه واختصاره، "لا هراء ولا ألعاب".
ومن جهته، قال أليكس برويسويتز، مستشار ترامب والمساعد في إدارة حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، إنه يعتقد أن ترامب لاحظ شعبية العبارة خلال الأشهر الستة الماضية تقريبًا، مؤكدًا أن الرئيس يعرف جيدًا كيف يروّج للصيحات.
كما أوضح تحليل "واشنطن بوست" أن ترامب كثف استخدام العبارة خلال شهر يونيو عند تقديم تحديثات حول حرب الإثني عشر يومًا بين إسرائيل وإيران، ومشاركة الولايات المتحدة في ضرب منشآت نووية، لتصبح بعدها شائعة بين العديد من المحافظين والحسابات الداعمة لهم.
معنى أبعد من الشكر
بدورها، أشارت مدربة آداب الأعمال جاكلين ويتمور، إلى أن هذه العبارة قديمة جدًا ويستخدمها كثيرون لإنهاء الرسائل، مؤكدة أن معناها الحقيقي لا يقتصر على توجيه الشكر، بل يُقصد به أسلوب مهذب أو حازم لطلب إنجاز أمر ما.
وقدمت "ويتمور"، مثالًا على ذلك: "سنذهب في إجازة، هل يمكنك الاعتناء بخدمة الحديقة؟ شكرًا لكم على اهتمامكم بهذا الأمر".
