كشفت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الجمعة 19، أن الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة في نهاية الشهر الجاري قد تشكّل محطة حاسمة في تحديد ملامح المرحلة الإقليمية المقبلة، ولا سيما ما يتصل بواقع قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب، على افتراض توقف العمليات العسكرية في الوقت الراهن.
طموحات ترامب وصورة صانع السلام
وبحسب الصحيفة، يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تسجيل اختراق سياسي واضح في ملف غزة، في إطار رغبته في تكريس صورته كـ"صانع سلام عالمي"، وتشير التقديرات إلى أن ترامب لا يزال متأثرًا بحالة من الإحباط عقب عدم حصوله على جائزة نوبل للسلام هذا العام، مما يدفعه إلى تكثيف جهوده الدبلوماسية لتحقيق إنجاز بارز على الساحة الدولية.
تعثر المرحلة الثانية
وأوضحت هآرتس، أن الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب الخاصة بغزة يواجه عراقيل ملموسة، رغم استمرار الرئيس الأميركي في الحديث عنها باعتبارها خطوة محسومة، ولفتت إلى أن ترامب يستعد للإعلان الرسمي عن هذه المرحلة خلال الشهر المقبل، في وقت لا تزال فيه الخلافات العملية والسياسية قائمة.
قوة استقرار دولية ومشاريع إعادة إعمار
ذكرت الصحيفة أن الإدارة الأميركية تعمل على التحضير لإقامة قوة استقرار دولية ونشرها داخل قطاع غزة، بالتوازي مع إطلاق مشاريع واسعة النطاق لإعادة إعمار ما دمّرته الحرب، غير أن هذه الخطط تصطدم بسلسلة من التحديات الميدانية والسياسية، مما يجعل تأجيل تنفيذها أمرًا مرجّحًا ويضع علامات استفهام حول الجدول الزمني المعلن.
مشاركة دولية محدودة ومحاذير ميدانية
وأشارت هآرتس إلى أن عددًا محدودًا من الدول فقط أبدى استعدادًا مبدئيًا للمشاركة بقوات ضمن قوة الاستقرار الدولية، وحتى هذه الدول، بحسب الصحيفة، لا تنوي إرسال قوات إلى ما يعرف بـ"غزة القديمة"، أي الجزء الغربي من القطاع الذي لا يزال خاضعًا لسيطرة حركة حماس، ما يقلّص فعليًا نطاق انتشار القوة المقترحة.
تشاؤم إسرائيلي بشأن نزع سلاح حماس
ونقلت الصحيفة عن تقديرات إسرائيلية أن المؤسسة الأمنية والسياسية في إسرائيل، بما في ذلك رئيس الحكومة نتنياهو نفسه، لا ترى أي إمكانية حقيقية لنزع سلاح حركة حماس عبر مسارات سلمية، ويعكس هذا التقييم قناعة راسخة داخل دوائر صنع القرار بأن هذا الملف سيبقى عقدة مركزية في أي ترتيبات مستقبلية.
جبهات مفتوحة وضغط أميركي للاستقرار
واختتمت هآرتس تقريرها بالإشارة إلى أن نتنياهو يعتزم التوجه إلى ولاية فلوريدا للقاء الرئيس ترامب، في وقت لا تزال فيه الجبهات الإقليمية مفتوحة وغير مستقرة، من غزة إلى لبنان وسوريا وصولًا إلى إيران، ويأتي هذا اللقاء في ظل مساعي أميركية واضحة لاحتواء التوترات وتثبيت قدر من الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وسط تشابك الملفات وتعقّد الحسابات السياسية والأمنية.
