واشنطن تعيد رسم قواعد الصراع.. تحول استراتيجي في الموقف الأمريكي بشأن سلاح حماس

حماس
حماس

تتبنى الإدارة الأمريكية مقاربة جديدة تجاه حركتي حماس وحزب الله، تقوم على استبعاد مطلب نزع السلاح الكامل مقابل التركيز على منع استخدام هذا السلاح، ووفقًا لما تروّج له واشنطن، فإن فرض نزع عسكري شامل في المرحلة الراهنة يُعد خيارًا غير واقعي، مما دفعها إلى استبدال سياسة “نزع السلاح” بنهج أكثر مرونة يقوم على “تقييد الاستخدام” وضبطه ضمن تفاهمات أوسع.

زيارة باراك لإسرائيل

في هذا السياق، جاءت زيارة السفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توم باراك، إلى إسرائيل بهدف استكشاف مواقف القيادة الإسرائيلية، لا لطرح مبادرة ملزمة أو توجيه رسائل ضغط.

وعلى عكس ما رددته بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية حول كون الزيارة تهديدًا سياسيًا أو محاولة لفرض مسار دبلوماسي شامل، فإن الهدف الحقيقي تمثل في جمع المعطيات، ورسم الخطوط الحمراء، والتحضير لاجتماع مرتقب بين دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو بنهاية الشهر.

من ساحات منفصلة إلى ملف إقليمي واحد

يشير التقرير إلى أن إدارة ترامب لم تعد تنظر إلى غزة ولبنان وسوريا كملفات مستقلة، بل باتت تتعامل معها كحزمة إقليمية مترابطة، وتسعى واشنطن إلى مواءمة ثلاثة مسارات في آن واحد ترسيخ النظام في غزة، ومنع الانفجار العسكري في لبنان، ودعم الاستقرار في سوريا، ضمن رؤية شاملة لإعادة ضبط التوازن في المنطقة.

تداعيات مباشرة

النهج الأمريكي الجديد مرشح لترك أثر واضح على المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة، خاصة في القضايا الخلافية المرتبطة بتوقيت الانسحاب الإسرائيلي، ونشر قوة دولية، ومستقبل سلاح حماس. 

ويرجح التقرير أن هذه الملفات المعقدة لن تحسم عبر القنوات الدبلوماسية المعتادة أو على مستوى المبعوثين، بل ستبقى رهينة قرار سياسي يُتخذ في أعلى هرم السلطة.

سوريا بين الاستقرار والهواجس الإسرائيلية

أما على الجبهة السورية، فتعتبر واشنطن أن استقرار النظام الجديد بقيادة أحمد الشرع يمثل حجر الزاوية لأي تسوية قادمة، في الوقت الذي تبدي فيه قلقًا متزايدًا من التحركات الإسرائيلية في جنوب سوريا. 

في المقابل، ترى إسرائيل أن النظام السوري يفتقر إلى القدرة الفعلية على ضبط الحدود ومنع التهديدات الأمنية، وهي فجوة لا تزال، من وجهة نظرها، دون معالجة حقيقية حتى الآن.

وكالات