أجندة سرية تتجاوز العناوين.. ماذا يحمل نتنياهو إلى طاولة ترامب؟

غزة
غزة

كشفت تسريبات سياسية صادرة من تل أبيب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتوجه إلى لقائه المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منتجع "مار إيه لاغو" وهو يحمل ملفات حساسة غير معلنة تتجاوز ما يُتداول رسميًا في البيانات الدبلوماسية، وبحسب وسائل إعلام عبرية، فإن هذا اللقاء قد يشكل محطة حاسمة لإعادة رسم أولويات إسرائيل الإقليمية، بالتنسيق مع الإدارة الأميركية المقبلة.

استيطان داخل غزة كخيار مطروح

وتشير المصادر إلى أن نتنياهو يعتزم طرح مشروع مثير للجدل يقوم على إقامة نقاط استيطانية داخل قطاع غزة، في إطار رؤية أمنية جديدة تهدف وفق التصور الإسرائيلي، إلى إنشاء ما يسمى "درعًا مدنيًا" يمنع تكرار هجمات مفاجئة على غرار أحداث السابع من أكتوبر، وتوازيًا مع ذلك، يسعى نتنياهو إلى التوافق مع واشنطن حول التوقيت المناسب لحسم ملفات أمنية كبرى في الجبهة الشمالية.

الخطة الكبرى لإعادة تشكيل الشرق الأوسط

وفي هذا السياق، نقلت القناة 14 العبرية عن العميد الاحتياط إيريز وينر أن زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة تمثل مفترق طرق استراتيجي، قد تتبلور خلاله ملامح ما وصفه بـ"الخطة الكبرى" لإعادة تشكيل الشرق الأوسط سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا.

وأوضح وينر أن التحركات الإسرائيلية الأخيرة مع اليونان وقبرص لا يمكن فصلها عن رؤية أوسع تتعلق بسلاسل الإمداد العالمية، ومسارات نقل البضائع من الهند عبر الشرق الأوسط وصولًا إلى أوروبا، مع تحويل إسرائيل إلى محور لوجستي أساسي في هذا المسار.

الملف الإيراني في صدارة الطاولة

وعلى صعيد التهديدات الإقليمية، أكد وينر أن القيادة الإسرائيلية ترى المواجهة مع إيران أمرًا شبه حتمي، مشددًا على أن نتنياهو سيضغط خلال لقائه مع ترامب لدفعه إلى أحد ثلاثة خيارات: توجيه ضربة عسكرية أميركية مباشرة لإيران، أو تنفيذ هجوم مشترك، أو منح إسرائيل الضوء الأخضر لتنفيذ ضربة منفردة.

ومن المتوقع أن يعرض نتنياهو على الرئيس الأميركي معلومات استخباراتية حديثة تتعلق بتسارع برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، واستمرار طهران في دعم حلفائها الإقليميين عبر تهريب السلاح والأموال.

مستقبل غزة

وفي ما يخص قطاع غزة، أشار وينر إلى وجود نقاشات إسرائيلية مغلقة سبقت مغادرة نتنياهو مطار بن غوريون، تمحورت حول مستقبل القطاع، ومن بينها فكرة تدشين نواة استيطانية من وحدات "ناحل" داخل غزة، تقدم باعتبارها إجراءً وقائيًا طويل الأمد لمنع أي تهديدات مستقبلية.

وتفسر هذه الطروحات، بحسب وينر، خلفية التصريحات الأخيرة لوزير الدفاع يسرائيل كاتس حول استئناف الاستيطان في غزة، قبل أن يتراجع عنها لاحقًا بدعوى حساسية التوقيت السياسي، وأضاف: "على المستوى الشخصي، أتمنى أن يضع نتنياهو هذا الملف على طاولة المباحثات مع ترامب، لكن من غير الواضح إن كانت إسرائيل مستعدة للإعلان عن ذلك الآن".

حسم ملف حزب الله بلا تأجيل

وفي الجبهة اللبنانية، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصدر سياسي مطلع أن نتنياهو وترامب يسعيان خلال القمة المرتقبة إلى وضع جدول زمني واضح وغير قابل للتأجيل لحل ميليشيا حزب الله ونزع سلاحها، وربما عزلها عن المشهدين السياسي والأمني في لبنان.

وأضاف المصدر أن واشنطن لا ترغب في انفجار الأوضاع داخل لبنان، إلا أن تل أبيب ترى أن حكومة بيروت عاجزة عن التعامل مع حزب الله، ما يدفع إسرائيل إلى المطالبة بحسم الملف بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة.

خطة غزة والمرحلة الثانية

وأشارت الصحيفة إلى أن ملف غزة سوف يحضر مجددًا، لا سيما ما يتعلق باستكمال المرحلة الأولى من الخطة الأميركية والانتقال إلى المرحلة الثانية، والتي تتضمن تشكيل حكومة تكنوقراط لإدارة القطاع تحت إشراف "مجلس السلام".

وبحسب مصدر إسرائيلي، فإن تل أبيب ترى أن الانتقال إلى المرحلة الثانية كان ممكنًا منذ فترة، لكنها تتهم حركة حماس بتعطيل المسار عمدًا، في حين تبدي واشنطن اهتمامًا بدفع هذا الخيار إلى الأمام، حتى لو تطلب الأمر ممارسة ضغوط إضافية على إسرائيل.

قوة دولية وخلافات حول تركيا

ومن بين الملفات الشائكة أيضًا، إنشاء قوة استقرار دولية في غزة، وهي فكرة تواجه صعوبات كبيرة في التنفيذ. وتسعى واشنطن إلى إشراك تركيا ضمن هذه القوة، إلا أن إسرائيل تعتبر هذا الطرح "خطًا أحمر" وتخطط لإثارة اعتراضها خلال اللقاء.

كما يعتزم نتنياهو مناقشة مع ترامب رفض إسرائيل تزويد أنقرة بطائرات F-35، إلى جانب بحث اتفاقية المساعدة الأمنية الجديدة بين البلدين، مع اقتراب انتهاء الاتفاق الحالي الموقع في عهد باراك أوباما عام 2028.

وفي ختام الأجندة، سوف يؤكد نتنياهو على ضرورة الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل، في ظل صفقات السلاح الأميركية المرتقبة مع دول المنطقة، معتبرًا أن هذا التفوق يمثل ركيزة أساسية في أي ترتيبات أمنية مستقبلية في الشرق الأوسط.

إرم نيوز