دعم مشروط لمسار السلام الدولي.. برلين تحسم موقفها من المشاركة في القوة الدولية في غزة

برلين
برلين

أعلن وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، أن بلاده لن تكون جزءًا من أي قوة دولية مكلفة بفرض الاستقرار في قطاع غزة خلال المرحلة المقبلة، مؤكدًا أن هذا القرار يشمل المستقبل المنظور بكامله، وجاء هذا التصريح ليضع حدًا للتكهنات حول إمكانية انخراط ألمانيا عسكريًا ضمن الترتيبات الأمنية التي يجري تداولها في إطار خطة السلام الخاصة بالقطاع.

اعتبارات أمنية وحساسية تاريخية

وفي حديثه لوكالة الأنباء الألمانية في برلين، بعد نحو شهرين ونصف من بدء وقف إطلاق النار في غزة، شدد فاديفول، المنتمي إلى الحزب المسيحي الديمقراطي، على أن مهمة "قوة الاستقرار" لا يمكن التعامل معها بوصفها دورًا رمزيًا أو وساطيًا فحسب، بل تتطلب تدخلاً أمنيًا مباشرًا وفعّالًا عند الضرورة، وأشار إلى أن الرأي العام والسياسي في ألمانيا يجد صعوبة بالغة في تقبّل فكرة نشر جنود ألمان، رجالًا ونساءً، في بيئة شديدة التعقيد والحساسية مثل قطاع غزة.

استبعاد شامل لأي مشاركة ميدانية

وأوضح الوزير أن قرار عدم المشاركة لا يقتصر على إرسال قوات قتالية فقط، بل يشمل كذلك أي أدوار مرتبطة بالتدريب أو التنظيم أو الإشراف العسكري، مؤكدًا أن لا أحد يتوقع في الوقت الراهن أن تضطلع ألمانيا بأي مهمة ضمن قوة الاستقرار الدولية، ويعكس هذا التصريح رغبة برلين في الابتعاد عن الانخراط العسكري المباشر في واحدة من أكثر بؤر الصراع توترًا في المنطقة.

دعم سياسي لا عسكري لمسار السلام

وفي المقابل، أكد فاديفول استعداد ألمانيا للقيام بدور بنّاء في الأطر السياسية والدبلوماسية المنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن الدولي، وعلى رأسها فكرة إنشاء مجلس سلام لإدارة المرحلة المقبلة في غزة، وأشار إلى أن الحكومة الألمانية لم تتلقَّ حتى الآن أي دعوة رسمية للمشاركة في هذا المجلس، لكنها منفتحة على دعم مساراته السياسية والمؤسسية عند إطلاقه.

خطة ترامب والمرحلة الثانية المعلقة

وتنص المرحلة الثانية من خطة السلام، المؤلفة من 20 بندًا والتي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على نزع سلاح حركة حماس ونشر قوة دولية لضمان الاستقرار في القطاع، غير أن هذه النقطة تواجه عقبة جوهرية، تتمثل في الرفض القاطع من جانب حماس للتخلي عن سلاحها، ما يجعل تنفيذ هذه المرحلة محفوفًا بتحديات سياسية وأمنية معقدة.

دعوة للإسراع وتحذير من واقع دائم

ودعا وزير الخارجية الألماني إلى التعجيل بإطلاق المرحلة الثانية من الخطة، مشيرًا إلى أن المشاورات الأولية مع الدول المرشحة للمشاركة في القوة الدولية قد أُجريت بالفعل، وأن المرحلة الحالية تتطلب إطارًا سياسيًا واضحًا يتضمن هيكلًا أمنيًا تشارك فيه قوات الاستقرار إلى جانب الأجهزة الأمنية الفلسطينية. 

وشدد على أهمية البدء السريع في هذه الترتيبات، محذرًا من خطر تحول الواقع القائم في غزة — حيث تسيطر القوات الإسرائيلية على جزء من القطاع بينما تتوسع سيطرة حماس في جزء آخر — إلى حالة دائمة يصعب تغييرها مستقبلًا.

وكالات