تداول مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع مقطع فيديو مؤثر يظهر مؤذن المسجد النبوي الشيخ فيصل نعمان، وهو يردد الأذان بصوت خافت من على سرير المرض داخل أحد مستشفيات المدينة المنورة، وأثار المشهد الذي وثّق لحظات إنسانية بالغة التأثير موجة واسعة من التفاعل والتعاطف، واعتبره كثيرون وداعًا استثنائيًا لرجل ارتبط اسمه بنداء الصلاة في المسجد النبوي لسنوات طويلة.
الأذان الأخير
ويظهر الشيخ الراحل في الفيديو وهو يؤدي الأذان بهدوء وخشوع رغم حالته الصحية الحرجة، في مشهد لخص مسيرة امتدت لعقود قضاها ملازمًا للأذان في أحد أطهر بقاع الأرض، وانتشر المقطع بسرعة كبيرة، ليصبح رمزًا للإخلاص والارتباط الروحي العميق بالرسالة التي حملها الشيخ طوال حياته.
تفاعل واسع وكلمات وداع مؤثرة
وعبر عدد كبير من النشطاء عن مشاعرهم تجاه المشهد، حيث كتب أحدهم أن الشيخ فيصل نعمان وهو على فراش المرض أعاد للأذهان عمرًا كاملًا من العطاء في خدمة الأذان بالمسجد النبوي، مؤكدًا أن صوته لم يكن مجرد إعلان لدخول وقت الصلاة بل كان مصدر طمأنينة وسكينة لأهل المدينة وزوار الحرم، وصوتًا سيبقى حاضرًا في الذاكرة الجماعية.
تفاصيل الوفاة والتدهور الصحي المفاجئ
وكان الشيخ فيصل نعمان قد توفي مساء يوم الاثنين الموافق 22 ديسمبر، إثر تعرضه لوعكة صحية استدعت نقله إلى أحد مستشفيات المدينة المنورة لتلقي العلاج والرعاية الطبية، ووفقًا لما نقله الفريق الطبي المشرف على حالته، فقد شهد وضعه الصحي تحسنًا نسبيًا في البداية، قبل أن تتدهور حالته بشكل مفاجئ، ليُعلن لاحقًا عن وفاته رسميًا.
كان فضيلة الشيخ الريس فيصل نعمان
— أبو بدر الغازي (@abubdr_alghazy) December 24, 2025
رحمه الله،
وهو على سرير المرض، يرفع الأذان بصوتٍ خافت
مشهدٌ يختصر عمرًا طويلاً قضاه مع الأذان بـ #المسجد_النبوي الشريف.
صوتٌ فريد، سيبقي محفورًا في ذاكرة أهل المدينة،
صوتٌ لم يكن نداء وقتٍ فحسب، بل طمأنينة، وسكينة، ورفقة عمر
رحمه الله ورفع درجته. pic.twitter.com/OvMgr3Al93
مسيرة عائلية تمتد لأكثر من قرن
ويعد الشيخ فيصل نعمان واحدًا من أبرز الأصوات التي صدحت بالأذان في المسجد النبوي لسنوات طويلة، كما يمثل امتدادًا لإرث عائلي عريق عُرف بخدمة الأذان داخل الحرم النبوي الشريف لأكثر من مئة عام، وهذا الامتداد التاريخي منح صوته ومكانته خصوصية كبيرة لدى أهل المدينة وزوارها.
حزن واسع ونعي مؤثر
وعقب الإعلان عن وفاته، نعاه عدد من طلبة العلم والدعاة، إلى جانب آلاف المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي، الذين استعادوا مواقفه وصوته ومكانته الروحية، معتبرين أن رحيله لا يمثل فقدان مؤذن فحسب، بل غياب رمز من رموز الأذان في المسجد النبوي، وصوت ارتبط بذاكرة المكان وقدسيته.
