بقلم: مؤمن الناطور
البعض يقول أن القانون واضح و حَصَرَ الصلاحيات في أن يقوم رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية بإصدار مرسوماً رئاسياً يُحدِّد فيه مواعيد الانتخابات، ولا يحق للرئيس التعديل أو الإلغاء، و البعض و أنا منهم عدنا للقاعدة الدستورية ( مَن يملك الإنشاء، يملك الإلغاء و يملك التعديل ).
هذا الجدل ذكّرني في الملك حسين عندما عزل الأمير الحسن من ولاية العهد... في حينها قام الملك بعزل الأمير الحسن، و احتج البعض و قال أن الدستور الأردني واضح و حدَّد صلاحية الملك في أن يُسمِّي ولياً للعهد فقط، ولا يوجد أي نص قانوني يُعطيه صلاحية سحب ولاية العهد من شخص، و بعد ذلك منحها لآخر..
لكن؛ في نهاية الأمر تم الرجوع إلى القاعدة الدستورية ( مَن يملك الإنشاء، يملك الإلغاء و يملك التعديل )، و تمَّ عزل الأمير الحسن، و تعيين الأمير عبدالله بن الحسين ولياً للعهد.
لا أُبرِّر للرئيس تأجيله الانتخابات، و لكن يستطيع خبراؤه و مستشاروه القانونيين أن يتحجّجوا بهذه القاعدة الدستورية.
أنا منذ البداية ضد إجراء الانتخابات قبل إنهاء الإنقسام، و رأيي كان بأن تكون العملية الديمقراطية تتويجاً للوحدة الوطنية لا أن تكون بوابة كاذبة لإنهاء الانقسام، لكن طالما ارتأت القيادة و الأحزاب أن هذا هو المخرج "حسب إدعائهم" و وقّعوا على البيان الختامي للحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة في فبراير ٢٠٢١، و وقّعوا بعدها أيضاً على ميثاق الشرف، و أن شعبنا يريد الانتخابات لتغيير النظام السياسي برمته، فيجب على الجميع من قيادة منظمة التحرير و قيادة السلطة و الأحزاب داخل المنظمة و خارجها أن يجتهدوا و يُبدِعوا في البحث عن مخرج قوي لموضوع إجراء الانتخابات في القدس، و ألا يُصادِروا و يسلبوا الحق الديمقراطي المكفول بالقانون للمواطن الفلسطيني.
بصراحة، فلسطين تعيش في وضع غير قانوني منذ أكثر من ١٠ سنوات تقريباً، و كان الوقت الصحيح لإجراء الانتخابات التشريعية و الرئاسية في عام ٢٠٠٩ و ٢٠١٠، واليوم نحن في ٢٠٢١ و لم يتم إجرائها بسبب الانقسام سابقاً، و الآن بسبب القدس، ولا ندري متى سينتهي الانقسام، و متى سيسمح الاحتلا.ل بإجراء الانتخابات في القدس، و إلى أين سنصل؟!
و تصريح عزام الأحمد بأن حركات التحرر لا تُجرِي الانتخابات و هي تحت الاحتلال، و إن أجرتها تكون مضطرة لأن الرئيس مات، تصريح مُقلِق و يُعبّر عن نوايا ليست طيّبة... يعني دخلتوا انتوا و غيركم الحكم و السلطة و الامتيازات، و عند الزنقة رجعتوا حركة تحرر، و ما بدكم انتخابات؟!
تصريح غلط و عيب و مُقلق، و محسّسني انه النظام ملكي، و لازم عشان انتخب أستنى الرئيس يموت..!!!
شوفولنا حل لكل هذا الخراب... المواطن ما عاد يتحمل يا وُلاة الأمر....!!!!