الدراما الخليجية تزوير تاريخي في مسلسل( ام هارون)

محمد جبر الريفي
محمد جبر الريفي

بقلم:محمد جبر الريفي

الدراما الخليجية التي قامت بتزوير التاريخ حسب الرواية إليهودية وهو ما جاء في مسلسل ( أم هارون ) الذي بث قبل عام في مثل هذه الأيام على القناة الفضائية mpc وقام بأدوار التمثيل فيه فنانون من السعودية والإمارات و..كلهم خليجيون هذه الدراما التي تأتي في اطار إجراءات التطبيع التي تقوم بها دول الخليج العربي وغيرها هى قد تجاوزت في خطرها الخطوط الحمر لما لها من تأثير على العقول كون المسلسلات التلفزيونية لها جمهورها الواسع في الدول العربية فهي تدخل كل البيوت لذلك فهي عمل فني تحريضي خارج عن الإطار المهني الذي يتوفر عادة في الدراما التي تصور الواقع بصدق وتغوص في أدق وأعمق تفاصيلة وذلك دون تزييف للحقيقة ..لقد كان عمل سياسي انهزامي مجرد من أي مشاعر قومية ودينية لأنه محاولة لتغيير مواقف قطاعات كبيرة من الجماهير العربية من القضية الفلسطينية الرافضة للاعتراف والتطبيع مع الكيان الصهيوني .

منذ فترة و نباح الاصوات الخليجية في تزويرها للتاريخ بادعاء احقية اليهود الصهاينة الغزاة التي لفظتهم دولهم الأوروبية وغيرها بسبب فسادهم المالي الذي يقوم على ممارسة الربا وعزلتهم الاجتماعية داخل أسوار ( الجيتو ) أي الحارة اليهودية.. بادعاء أحقيتهم في ارض فلسطين العربية ارض كنعان وأرض القوم الجبارين كما ورد في القرآن الكريم وكل هذا النباح للأصوات الخليجية التي تشوه طبيعة النضال الوطني الفلسطيني وتحرفه عن جوهره الحقيقي التحرري هو يستمر دون حظر من الأنظمة السياسية المستبدة الخليجية التي دارت ظهرها للقضية الفلسطينية القومية و رهنت بقائها في الحكم مستقبلا بالتحالف مع الكيان الصهيوني في مواجهة قوى التغيير وما تدعيه من تمدد الخطر الإيراني والذي تأتي هذه الإجراءات التطبيعة المتتابعة في اطار تهيئة الشعوب العربية الخليجية للاعتراف به تطبيقا للمشروع الأمريكي الصهيوني المسمى الشرق الأوسط الجديد ..لكن السؤال الذي يجب أن يطرح في مواجهة هذه الهجمة الاعلامية الخليجية على قضيتنا الوطنية هو : أين أدوات إعلامنا الرسمية و الفصائلية؟ ؛وأين مواقف الكتاب والأدباء والفنانين وغيرهم في الأطر النقابية الذي تمثل جماهير شعبنا في داخل الوطن وخارجه ..أين هم من هذا التزوير التاريخي الذي بدأ يغزو البيوت العربية مهينا لمسيرة نضالنا الوطني ولكرامة مئات الآلاف من شهدائنا الأبرار .

البوابة 24