بقلم: جلال نشوان
دأب المطبخ الصهيوني الفاشي والمتعطش للدماء والمؤلف من كبار قادة الاحتلال على اعداد مشاريع سياسية واقتصادية تهدف الى سلخ الشعب الفلسطيني في (فلسطين المحتلة 48) عن قضيته الرئيسة ،( وكي وعيهم) والاستفراد بشعبنا واللعب على وتر الجغرافيا لتصفية قضيتنا وجعلها طي النسيان .
.ومنذ عقود مضت والحكومات الصهيونية المتعاقبة تحاول جاهدة تحييدهم وابعادهم عن اشقائهم ، ولكن ما حدث من (هبة القدس الرمضانية المجيدة) أثبت بما لا يدع مجالاً للشك فشل كافة المخططات وتناثرها في ادراج الرياح ،حيث التحم أبناء شعبنا في (اللد والرملة وكفر كنا وأم الفحم وكافة المدن الفلسطينية مع أشقائهم في غزة والضفة ، في مشهد فلسطيني يشي بالشموخ والاعتزاز ، فانتفض أهلنا ،الأمر الذي أرق الصهاينة وجعلهم في ذهول وحيرة من أمرهم ،وهنا تكمن معركة الوعي ، التي انتصر فيها شعبنا في الداخل المحتل وأثبت للعالم كله أن الشعب الفلسطيني شعب واحد لن تفصله الجغرافيا ولا قدم الزمن ،
وفي الواقع كان كبار قادة الاحتلال يؤرقهم( العامل الديمغرافي) حيث تشير الاحصائيات ان الوجودالفلسطيني في الداخل يزداد عاما بعد عام وسيشكل خطراً على وجودهم في عام 2050 ،ومن هنا انتج المطبخ الصهيوني فكرة ( الدولة اليهودية ) تلك الفكرة القذرة التي تحمل في طياتها دلالات خطيرة ،ومنها ترحيل ابناء شعبنا في فلسطين المحتلة الى أراضي الضفة وغزة
معركة الوعي تتواصل لتمتد الي كافة شرائح أبناء شعبنا لاكتشاف الذات وان شعبنا بخير وأن تغيير أدوات الصراع وقواعد الاشتباك التي سعى اليها قادة الاحتلال وفصل الوطن والرقص على وتر الجغرافيا والاستفراد بكل من غزة والضفة على حدة ، ولعل ما يثبت ذلك ان قادة الاحتلال كانوا يشجعون الانقسام ويغذونه ويوفرون كافة مقومات الحياة ...
معركة الوعي تثبت للجميع أن ضعف ووهن هذا المحتل الذي زرعته أمريكا والدول الاوروبية ومده بكل مقومات السلاح ، يفتح الآفاق بأن شعبنا على موعد مع النصر ،طال الزمن أم قصر ،هذا من جانب ،ومن جانب آخر أن وحدتنا هى أقصر الطرق للوصول الى أهدافنا وهذا يتطلب منا الاتفاق على استراتيجية وطنية ترسم الطرق أمام التحرير والاستقلال وانتشال المشروع الوطني من محاولات التذويب التي تسعي اليها أمريكا وحلفائها في المنطقة الذين خطوا بايديهم صفقة القرن التي رفضها شعبنا وقيادته وأصبحت في غياهب النسيان
انتفاضة أهلنا فى فلسطين المحتلة أنعشت أرواحنا وزادنا عزاً و شموخا ، فتحية اجلال واعزاز وتقدير لهم ، فهم الذين يلبوا نداء القدس دائماً مع اشقائهم المقدسيين لحراسة المسجد الأقصى الأسير والتصدي لقطعان المستوطنين وهم الذين أثبتوا أن فلسطين قوية بابناء الوطن كله وتحية لابناء شعبنا في الشتات الذين انتصروا للقدس ،
حقا القدس تجمعنا دائما وتجعلنا على قلب رجل واحد ،فلا حياة الا بك يا قدس.