فلسطين- البوابة 24
شهدت العاصمة التشيكية براغ يوم الجمعة 21/6 أكبر مسيرة حشداً وأوسعها تنوعاً منذ قرابة 30 سنة، دعماً للحقوق الفلسطينية وتضامناً مع الفلسطينيين الذين يعانون من الاحتلال والاستيطان والتمييز العنصري في القدس وحي الشيخ جراح والداخل الفلسطيني، وقطاع غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي وجرائم الحرب الإسرائيلية.
نظمت التظاهرة مجموعة شبابية تقدمية تشيكية تضم ماتياش بيلين وياسمين زكية وماريانا أحمدوفا بدعم ومساندة من نادي الجالية الفلسطينية حسبما ذكرت صحيفة الأخبار التشيكية Novinky.cz حيث تمت الدعوة من خلال مجموعات صفحات الفيسبوك والتواصل الاجتماعي بعد الحصول على التصاريخ القانونية اللازمة.
تجمع المتظاهرون بدءاً من الساعة الثانية في "وقفة حاشدة" في ميدان كلاروفklarov على مقربة من مقر رئاسة الحكومة التشيكية وهم يرفعون عشرات الأعلام الفلسطينية، واللافتات الداعمة؛ ويرددون هتافات: فلسطين حرة حرة.. فلسطين لن تموت.. تسقط تسقط إسرائيل.. الاحتلال جريمة.. بالروح بالدم نفديك يا أقصى .. غزة غزة يا عزتنا .. غزة غزة لا للموت.. أوقفوا القتل في فلسطين.
وقدمت الناشطة ياسمين زكية للحشد الذي قارب الألف متضامن شرحاً مفصلاً لبرنامج الوقفة ومسار التظاهرة وأهدافها وقالت أنا لست فلسطينية، لكن القضية تهمني بجوانبها الحضارية والإنسانية والسياسية القانونية الحقوقية، وفي رأيي أنه ليس ضرورياً أن يكون الواحد منا فلسطينياً كي يعبر عن تضامنه وتعاطفه ودعمه للقضايا الإنسانية أينما كانت..
وأضافت: كلنا تابع مايجري في القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وحي الشيخ جراح والداخل الفلسطيني والعدوان على قطاع غزة وكنت كمن يزرف دمأ مع كل قطرة دم تراق هناك .. وتملكتني مشاعر الأمهات اللاتي يفقدن فلذات أكبادهن، وهي ما تحولت من ثورة غضب إلى طاقة دعم للقضية الفلسطينية وحقوق شعبها وردودهم على القهر والاحتلال والتمييز العنصري والعدوان.. وبت أردد "دمي فلسطيني"
وفي تصريح خاص قالت كفتاة على أبواب الجامعة عاشت طفولتها في أتون الحرب وتفتحت عيونها على أكاذيب الساسة وخداع السياسة والدعاية والإعلام الأمريكي والغربي بشأن حروب الشرق الأوسط وإقامة دولة إسرائيل، أمثل اليوم فكراً تقدمياً يرفض الاحتلال والعنصرية وجرائم الحرب والأبرتهايد والجرائم ضد الإنسانية، ويؤمن بحق الشعوب في تقرير المصير، ويناهض الهيمنة وكافة أشكال الاستعمار الجديد والاحتلال الاستيطاني الصهيوني لفلسطين وممارسات إسرائيل التي تتحدى وتنتهك كافة الشرائع والقوانين والقرارات الدولية.
وأضافت رسالتي للشعب الفلسطيني في هذه المناسبة: أنني أحاول جمع طاقاتي وجهودي من أجل دعمكم في مواجهة العنف الصهيوني العنصري العرقي الذي يمثل أبشع أشكال الأبرتهايد .. وأنا عندما رأيت الأبراج السكنية والمكتبية والمباني السكنية تُدمر على رؤوس سكانها ومعظمهم من النساء والأطفال ودمار البنى التحتية والمختبرات الطبية عشت بعقلي وقلبي مأساتكم .. وكأنها تمارس بحق أهلي وإخواني الأربعة.
وألقى ممثلو اتحادات طلابية وهيئات عالمية وجمعيات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، بينها جمعية ليس بإسمنا التشيكية عضو حركة التضامن العالمية ISM وممثل لمنظمة يهودية ترفض الاحتلال تسمى Jewish Voices For peace ونادي الجالية الفلسطينية في التشيك كلمات تناولت جذور القضية الفلسطينية، وقصص معاناة الفلسطينيين الإنسانية في مواجهة جرائم الحرب الإسرائيلية، وذلك قبل أن ينطلق قرابة ألف متظاهر، في مسيرة عبر شوارع براغ باتجاه السفارة الإسرائيلية.
وتوقفت المسيرة، التي ضمت جمهوراً متنوع الثقافات والجنسيات غالبيته من الشباب التشيك وأبناء جاليات أوروبية وعربية وإسلامية، في حديقة عامة على الرصيف المواجه لسفارة دولة الإحتلال بينما تجمع في محيطها مجموعة من الصهاينة والإسرائيليين وهم يرفعون الأعلام ويرددون هتافات عنصرية داعمة للعدوان.
ونشرت أجهزة حفظ الأمن التشيكية عشرات من رجال مكافحة الشغب للفصل بين المظاهرتين وأفراد من الشرطة المدنية حولهما، وهي التي رافقت المسيرة الداعمة للفلسطينيين، بشكل حضاري ودون تدخل، لحمايتها وتأمين حركة سكك المواصلات العامة وإيقاف حركة السيارات الخاصة.
وقالت الناشطة سمر شبيب في كلمة نادي الجالية باللغة الإنجليزية ..هذه ليست مجرد حرب .. علينا أن نسميها باسمها.. هذه ليست مجرد حرب؛ إنها جرائم حرب تقوم على إبادة الشعب الفلسطيني.. إنها حمام دم وإبادة جماعية تحدث أمام أعين المجتمع الدولي.. وهي ليست دفاعاً عن النفس.
