أعلن الجيش الإسرائيلي صباح الأحد، عن اعتراض طائرة مسيرة كانت محملة بالأسلحة أثناء محاولتها التسلل إلى داخل الأراضي الإسرائيلية عبر الحدود الغربية، في حادث أمني جديد يسلّط الضوء على تصاعد نشاط شبكات التهريب المنظمة في المنطقة الحدودية.
وفي بيان رسمي، أوضح المتحدث باسم الجيش أن الطائرة تم رصدها خلال ساعات الليل أثناء عبورها من خارج الحدود، وقد تمكنت وحدات المراقبة الجوية من تحديد مسارها بدقة، لتتحرك بعدها قوات لواء باران العسكري وتنفذ عملية اعتراض ناجحة أسفرت عن ضبط الطائرة وبداخلها ثماني بنادق آلية كانت معدة للتهريب.
وأضاف البيان أن الأسلحة تمت مصادرتها بالكامل، وتم نقلها إلى الأجهزة الأمنية المختصة لاستكمال التحقيقات ومعرفة الجهة التي تقف وراء العملية.
تحذيرات برلمانية من تصاعد التهريب الجوي
في موازاة ذلك، حذر النائب تسفي سوكوت من حزب الليكود، من أن عمليات التهريب عبر الطائرات المسيّرة أصبحت ظاهرة متفاقمة تهدد الأمن القومي الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن المعطيات الميدانية التي حصل عليها من جولات تفقدية تظهر أن المئات من الطائرات المسيرة الصغيرة تعبر الحدود بشكل شبه يومي
وأكد سوكوت أن هذه الطائرات لا تستخدم فقط في تهريب الأسلحة، بل في نقل مواد متفجرة ومخدرات وأحيانًا أجهزة اتصالات متطورة، موضحًا أن الأمر بات يتجاوز النشاط الإجرامي إلى نشاط أمني منسق قد تكون له أبعاد تتعلق بـ"خلايا إرهابية" داخل الأراضي الإسرائيلية.
وقال النائب الإسرائيلي: "الجيش والأجهزة الأمنية ما زالوا يفتقرون إلى خطة شاملة لمواجهة هذه الظاهرة، رغم أنها تتطور بسرعة مذهلة وتشكل خطرًا مباشرًا على المواطنين".
شبكات تهريب عابرة للحدود
وزعمت تقديرات أمنية إسرائيلية إلى أن عمليات التهريب تتم بتنسيق محكم بين مجموعات في شبه جزيرة سيناء بعضها على صلة بخلايا مسلحة وعصابات جريمة منظمة داخل إسرائيل، خاصة في أوساط المجتمع العربي، على حد زعمها.
وتستخدم هذه الشبكات لتهريب الأسلحة الخفيفة والمتوسطة التي ينتهي بها المطاف في أيدي عصابات الجريمة أو المجموعات المسلحة داخل المدن، بينما تتجه شحنات المخدرات مثل الحشيش والكبتاغون إلى الأسواق المحلية والإقليمية.
ووفقًا للمصادر الأمنية، فإن حجم العمليات والتنسيق التقني بين هذه العصابات تطور بشكل كبير خلال العام الأخير، مما يجعل من الصعب على أجهزة الرصد الإسرائيلية التعامل مع جميع محاولات التسلل في الوقت المناسب.
سباق بين المهربين والتكنولوجيا الإسرائيلية
ورغم ما أعلنته إسرائيل مؤخرًا عن استثمارات ضخمة في تطوير أنظمة الرادار وأجهزة التشويش الإلكتروني لمراقبة المجال الجوي الحدودي، إلا أن خبراء أمنيين إسرائيليين حذروا من أن وتيرة التطوير لدى المهربين تفوق قدرات أنظمة الدفاع الحالية.
وأوضح الخبراء أن العصابات أصبحت تستخدم طائرات صغيرة منخفضة الارتفاع وبتصميمات يصعب كشفها بالرادار، كما أنها قادرة على قطع مسافات أطول وتحمل ظروف الطقس القاسية، ما يجعل عملية رصدها وتعطيلها أكثر تعقيدًا.
ويخشى المراقبون في تل أبيب من أن تتحول هذه العمليات إلى تهديد استراتيجي طويل الأمد، خاصة مع احتمال دخول أطراف إقليمية على خط التمويل أو الدعم اللوجستي لشبكات التهريب، بما يعيد رسم خريطة التهديدات الأمنية على الحدود الجنوبية والغربية لإسرائيل.
