الكاتب الصحفي جلال نشوان
جاءت زيارة وزير الخارجية الأمريكي (انتوني بلينكن) الى المنطقة ، في وقت بالغ الأهمية ،حيث العدوان الصهيوني الوحشي ، والبربري على فلسطين ، وارتكاب نتنياهو وعصابته جرائم حرب يندى لها جبين الانسانية ، وهنا تداهمنا اسئلة كثيرة :
هل بدأت أمريكا تستعيد دورها في الشرق الأوسط ؟ أم أن بلينكن (اليهودي ) جاء من وراء البحار لينقذ الكيان الصهيوني الذي غرق في وحل غزة ، خاصة وأن شعبنا لقن قادة الكيان درساً لن ينسوه
وفي الحقيقة ،أكدت زيارة بلينكن لمنطقة الشرق الأوسط لغاية الآن جانباً رئيسياً من عدة جوانب ، أهمها :
اعادة القوة والتوازن في مواجهة الاختراق الاستراتيجي الصيني للمنطقة ، وتطلعها لمستقبل أكثر فاعليةً ، غدت فيه القوة العالمية وملء الفراغات ، وكذلك اعادة العلاقات مع فلسطين واطلاق المفاوضات للتقدم في عملية السلام والدفع باتجاه الحل السياسي في ليبيا ويبقى السؤال :هل سنشهد قريباً انطلاق مفاوضات عملية السلام التي تعثرت بسبب تعنت عصابات الكيان واصرارهم على تدميرها ؟
لقد بات الوجود الصيني يؤرق صناع القرار في البيت الأبيض ، خاصة وان التنين الصيني يطمح لأن يكون لاعباً رئيسياً ودولياً على الساحة الدولية ، ويبحث عن دور جديد في قضايا الشرق الأوسط
اذن الامريكان سيعودون وبقوة الى الشرق الأوسط كراعي لعملية السلام ،بعد أن دمر ترامب كل شيء ،وهذا يتزامن مع المفاوضات المضنية التي تجريها أمريكا لفكفكة تعقيدات الملف النووي الايراني ،ولعل استدعاء البيت الأبيض لوزير الحرب الصهيوني غانتس خير دليل على ذلك ، وخوفاً من مغامرات نتنياهو اشعال الحريق
معطيات كثيرة ، تغيرت فى الاقليم ، وهيمنت على الاحداث ، فالغرب له مصالحه الخاصة به ، والتي تقع معظمها تحت مسميات كثيرة ،ومنها حقوق الاتسان ، ذلك العنوان البراق الذي يتستر خلفه ، والذي غدا مدخلاً للتدخل في كل شيء ، وليس غريبا على بايدن الذي بدأ اول خطاباته بالمطالبة بالافراج عن الناشطة السعودية ( لجين الهذلول )
المشهد يعج بالتطورات المتلاحقة ، والأحداث تتسارع ، الأمر الذي جعل بلينكن يزور المنطقة على وجه السرعة ويتنقل بين العواصم لمعالجة القضايا الملحة ،بعد ان عاث ترامب فساداً وجعل منطقة الشرق الاوسط منطقة مهيئة لاشتعال الحرائق ، خاصة ان الأخير وظف ادارته لخدمة الكيان الصهيوني بان نصب الكيان الصهيوني القوة الوحيدة في الشرق الاوسط وبمثابة شرطي المنطقة والكل يلجأ اليه ،
ويبقى السؤال الأكثر الحاحا : هل بايدن جاد في كبح الكيان وجعله يقبل بحل الدولتين ؟ ام ان الامور فقط تسير على توزيع المنح والمساعدات هنا وهناك ؟ وهل توجه الولايات المتحدة الأمريكية بافتتاح قنصليتها في شرق القدس هو ترسيخ لحل الدولتين ؟ أم ان بمثابة مسكنات وترحيل الازمة لاعوام قادمة ؟
قادم الأيام يحمل في طياته الكثير وان غداً لناظره قريب