البوابة 24

البوابة 24

جريمة الجرافة

جلال نشوان
جلال نشوان

النازيون الجدد
(جريمة الجرافة )

الكاتب الصحفى جلال نشوان
حتى فى العصور الغابرة لم يشهد التاريخ بشاعة ووحشية ،كجريمة التنكيل والتمثيل بجثة الشهيد محمد الناعم ، جريمة تقشعر لها الأبدان ويندى لها الجبين ، جريمة وصل صداها الى كل بقاع المعمورة 
انه المحتل الغاصب الذى لا يعير  وزنا للقيم والأعراف الدولية والانسانية ، تلك الجريمة التى فضحت غطرسة المحتلين الغزاة وهمجيتهم  فى التعامل مع الشهداء ويبقى السؤال الأكثر  الحاحا  : أين  دعاة  حقوق الانسان والمدنية الذين صدعوا  رؤوسنا  بأهمية حقوق الانسان والحفاظ على آدميته ؟!!!!
انهم الارهابيون القتلة الذين جاؤوا  من وراء البحار  ليحلوا  محل شعب برئ ،اُقتلع من جذوره ومن بلداته الأصلية ، وهٌجر تحت وطأة المذابح والجرائم  وللأسف مازال هذا العالم الذى يدعى التحضر  والرقى  ،ومازال يغمض عينه عن جرائم الحرب الوحشية 
لم يدر  الشهيد (محمد الناعم ) بأنه لن يعود الى أهله ،ولم يدر أيضا  بأن (الجرافة العملاقة) تغرس أنيابها  فى جسده الطاهر  ،وانه سيكون حديث المعمورة  كلها ...
ان الحديث عن  جرائم  المحتلين الغزاة يجب أن يتواصل لوضع المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية  ( فاتو بانسودا) فى صورة ما حدث من وحشية وبشاعة القتلة الذين يجب أن يمثٌلوا  أمام  العدالة الدولية ، وهنا  يداهمنا  سؤالاً  كيف قامت الدنيا ولم تقعد على صورة الفتاة التى قصفتها  الطائرات الأمريكية بالنبالم فى فيتنام وهى خارجة  من معبدها ،ولم يحتج العالم على جريمة الجرافة وهى تمثل فى جثة الشهيد محمد الناعم ؟!!!!!
انه العالم الذى يكيل بمكيالين وتجرؤ على الدم والانسان ،وهنا تعيدنا  الذاكرة  الى (راشيل كورى)  المتضامنة الأمريكية التى تصدت للجرافة الصهيونية  ولقيت حتفها وهى تدافع عن شعبنا  المظلوم الذى يذوق الأمرين من ممارسات المحتل  البشعة 
ملف جرائم الحرب الصهيونية ضد أبناء شعبنا ملف ارتفعت  حرارته بعد أبلاغ بانسودا  سلطات الاحتلال بالشروع بالتحقيق فى جرائم حدثت ، وهنا لكى تتحقق العدالة يجب مساندة شعبنا  من منظمات حقوق الانسان العاملة فى فلسطين والدول العربية 
الطريق طويل وشاق وصعب فى هذا المضمار ، لكن يجب على كافة الجهات المعنية فى الوطن سرعة وضع  خطة  من القانونيين الأكفاء  والمهنيين واقامة ورشات العمل لرفع التوصيات لصانع القرار ،خاصة وان المجتمع الدولى بات يتضامن معنا 
زفرات المتشائمين وقرائتهم لمعطيات هذا العالم وسطوة الولايات المتحدة ويدها الطويلة بافراغ القضية  من مضمونها ،الا أن   ايماننا القوى بتحقيق العدالة ومثول القتلة أمام المحاكم الدولية سيظل ماثلاً  فى وجدان شعبنا ..
جريمة الجرافة والتمثيل بجثة (الشهيد الناعم ) تحتاج الى جهود مضنية والتناغم بين كافة الجهات المعنية ومنظمات حقوق الانسان الفلسطينية والعربية والدولية لدفع هذا  الملف الى الأمام ومخاطبة  المجتمع بلغته وهذا  يتطلب التنسيق مع الجاليات الفلسطينية والعربية  وكذلك سفاراتنا  الممتدة فى كل بقاع  العالم ...
وهنا  يجب على الاخوة  في منظمات المجتمع المدني وكافة النقابات (المحامين والمعلمين والعمال ....الخ ) مخاطبة نظرائهم فى الدول التى تقف معنا وتربطنا  بها  علاقات متميزة ، لأن العالم انتصر للرواية الفلسطينية التي استطاعت ان تسجل ابداعاُ وقوة واقتداراً 

 

البوابة 24