التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية

جلال نشوان
جلال نشوان

في دائرة الضوء
(التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية ) 

بقلم:جلال حسين


منذ الانتفاضة الأولى فى العام الف وتسعمائة وسبعة وثمانين  لم تشهد القضية الفلسطينية تعاطفاً وتضامناً دولياً ورسمياً كما شهدته في هذه الأيام ،حيث  انتفضت شعوب الأرض كافة  ، وامتلأت شوارع العواصم الاقليمية  و الدولية   ، بالمتضامنين ، ورفرف العلم الفلسطيني عالياً  في الساحات والميادين ،وعادت القضية الفلسطينية الى مكانها الطبيعي ، في ضمائر وافئدة الأحرار ، بعد أن شاهدوا  حجم المجازر المرعبة  التي راح ضحيتها  الأبرياء المدنيين من الأطفال والشيوخ والنساء ،
 رأى العالم أجمع الأحياء تحت ركام البيوت التي دٌمرت فوق رؤوس ساكنيها ، ورأى ايضاً الناس يهاتفون بعضهم من تحت الأنقاض  ،ولكن دون جدوى ، فحمم الطائرات الأمريكية يضرب كل البشر والحجر  وانتشرت رائحة الموت في كل مكان و انتهت هيمنة الرواية الصهيونية المزيفة التي قامت على الكذب ونشر الأباطيل 
وفي الحقيقة شهد العالم كله ،سنوات ترامب الأربعة العجاف ، حيث حاولت ادارته اليمينية المتطرفة تصفية القضية ، وذلك باعداد مشاريع سياسية تنال من حقوق الشعب الفلسطيني ولا تلبي طموحاته ، تلك المشاريع التي أعدها نتنياهو ومراهق البيت الأبيض (كوشنر )  الذي لا  يعي اي شيء عن القضية الفلسطينية ، تلك المؤامرة القذرة التي أنتجت صفقة القرن الشهيرة ، كل ذلك مقابل شراء أصوات  اللوبي الصهيوني و الانجيليين المسيحيين ، وكل ذلك توافق مع تنامي ظاهرة الشعبوية التي اجتاحت أمريكا ،وبدأت تنتشر  خارج الولايات المتحدة ،بدعم من ترامب ، حتى غدت ظاهرة كونية شديدة الخطورة نالت من مناعة الولايات المتحدة الأمريكية محلياً ،ودولياً ، وسرعان ما ظهرت تحالفات دولية مضادة لمجابهة  تلك الظاهرة الخطيرة ،وما تحمله من مظاهر العنصرية والكراهية والنيل من قيم العدالة والحرية والقوانين الدولية والقيم الاخلاقية التي تنظم العلاقات الدولية وطابعها  وفي مقدمتها حق الشعوب في تقرير مصيرها 
لقد غدت القضية الفلسطينية ايقونة للشعوب المتعطشة للحرية والاستقلال وذلك بفضل الانتفاضات المتكررة ضد الاحتلال الاسرائيلي الغاصب ،الذي غدا الاحتلال الوحيد على هذه الأرض ،حيث استمدث النضال ضد العنصرية والاضطهاد والفساد وكل الأمراض الاجتماعية وبدلاً من أن تنتقل روح الثورة الى الدول  العربية ، سارعت الى التطبيع مع المحتل وهرولت الى بناء علاقات اقتصادية وثقافية ،  ارضاء لترامب وادارته الفاشية ،التي وعدت بحماية  الانظمة من شعوبها ومن الاصطفافات الاقليمية المفتعلة المتناقضة مع مصالح الشعوب ، ولم يستمر الأمر طويلاً ، انتهت المرحلة الترامبية ،ولكن لم تنته الشعبوية المتطرفة 
وفي اطار هذا المناخ الدولي الجديد ،سعت اسرائيل الى استباق المناخ الجديد بتهويد القدس وتهجير عائلات الشيخ جراح وغيرها من الأحياء العربية في اطار تغيير الطابعين الجغرافي والديمغرافي للمدينة المقدسة وطمس الموروث الثقافي والديني من خلال محاولات الهيمنة والمس بمكانة الأقصى والمقدسات والتي بمجملها أعادت للذاكرة مضمون سياسة التطهير العرقي ،مما  ادي الى انتفاضة الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده ، وجاء العدوان على ابناء شعبنا ، وخاصة في غزة ، ذلك العدوان الوحشي الذي فاق اساليب النازيين في جرائمهم ،مما ادى الى انتفاضة كافة شعوب الأرض ، تضامناً مع الشعب الفلسطيني ،وهنا يجب التنويه انه يجب استثمار هذا  التضامن الرائع ووضعه في الاطار الصحيح لان الرواية الصهيونية للصراع تصدعت وستنهار يوما وللأبد 

 

البوابة 24