البوابة 24

البوابة 24

الخالدون- الشهيد فادي وشحة

جلال نشوان
جلال نشوان

الخالدون 
(الشهيد فادي وشحة )

الكاتب الصحفى جلال نشوان


من ركام الألم ،ومن رحم المعاناة ،تشمخ سنابل فلسطين وقاماتها العملاقة ،لتنير درب الأحرار في كل بقاع الأرض ، 
حقاً : تقف الحروف حيرى ، عاجزة على أن تنتظم بمديح يليق بمقامهم ، هم رجال عز نظيرهم ، هم نبض البطولة وانشودة التضحية والفداء ،حملوا الوطن في عقولهم وقلوبهم وحدقات عيونهم 
ترجل الفارس وذهب الى عليين ، وبقيت سيرته العطرة تفوح في أرجاء الدنيا ،فمهما عبرنا عن تضحيته وفدائه لن نوفيه حقه  ،لكن الكلمات تزاحمت على بوابة مجد فلسطين العظيم ،تاهت الحروف واختنقت الاصوات الما وحزنا،ووجعا
 ذرفت دموع العيون وشردت الأذهان علها تستذكر ماضى جميل غادرنا
تلعثم اللسان ، وذبلت المآقى، لكن ضوء الشمس أشرق وتوهج وجعلنا نقترب من الشهيد فادي وشحة 
فى بلدة بيرزيت (شمال رام الله )بلدة  الصمود والتحدى وفى  تلك البلدة  استقبلت الدنيا الصرخة الاولى لفادي، حيث كان ميلاده ميلاد خير وفرحة ،   فوالده الذى استبشر  خيراً   ، كان دائما يغرس فيه كل القيم وروح الثورة 
حمل فادي هموم الوطن في نفسه الوديعة ، فالتحق بالحركة الوطنية ،وغدا شاباً  فدائياً  مناضلاً يذود عن أبناء شعبه  بكل الوسائل ، وظل يقارع المحتلين الغزاة ،حتى اٌعتقل وأمضي ثماني سنوات في سجون الاحتلال ، منها  خمسة سنوات متواصلة ، وكان شاباً محبوباً من كل المعتقلين   ، متواضعاً ، 
أما  مرحلة الجامعة (جامعة بيرزيت ) التي ساهمت في صياعة شخصيته النضالية والتي كانت محطة مهمة من محطات حياته المشرقة ، فكان قائداً   كبيرا بحجم  التحديات ،لا يمل ولايكل الا ويبث روح النضال في اوساط زملائه ، حيث نال احترام زملائه ومحبتهم  في الجامعة ....
كان فادي  دمث الخلق ،عزيز النفس ،متواضعاً ،ثائراً حتى غدا شخصية نضالية كبيرة لها بصمات كبيرة فى الحركة الوطنية 
كان حياة هذا الصقر الفلسطيني العملاق حافلة بالانتصار  للفكرة والحلم والعودة الى فلسطين ضد المحتل الغاصب ، ،حيث تجسدت كل القيم والمثل   في اعماق قلبه ،وكانت بمثابة ثورة وقوة وعنفوان ، جعلته ينتصر لدموع الأطفال الذين صرخوا من  حمم الطائرات  الأمريكية الصنع التي تدمر البيوت على رؤوس ساكنيها ،ليحولها الى ثورة ضد القتلة من عصابات وقطعان المستوطنين الذين يحرقون البشر والشجر ، حيث كان يبكي في داخله ، والألم يمزقه ، لكن الليل لن يطول وان الحلم سيتحقق باذن الله والقدس ستعود لتعانق كل المدن وتتربع على عرش الأصالة والجمال وتحتضن أبناءها 
فادي : أنت حييٌ فينا ، وستظل كلماتك نبراس نهتدي بها ،كما كانت كلمات الشهداء القادة و العمالقة  ياسر عرفات وخليل الوزير ، وصلاح خلف وزياد ابوعين وفارس عودة والشقاقي والياسين وابوعلي مصطفى وكل الشهداء الميامين 
سافرت ولكنه السفر الطويل ، سفر الثورة الشاق والصعب ، الثورة التي هى حياتنا ، فابناء شعبك يكبرون على الجراح العميق ، يقفون أمام العواصف والأنواء ،شامخين ،متسلحين بالايمان وبحتمية العودة ، لأن الغاصبين سيسقطون في القاع المظلم ،لأنك يافادي وكل الشهداء عبدتم لنا   الطريق 
رحم الله الشهيد فادي وشحة  الذى كان قائدا استثنائيا كبيرا وقامة سياسية وطنية شامخة أثرى بعطائه وتضحياته الحركة الوطنية الطلابية  التي كانت ومازالت عنواناً مشرقاً  لفلسطين ولكل الأحرار 
سيبقي فادي وكل شهداء فلسطين  قناديل مشرقة وخالدة ،على جبين  الوطن  وسيظل اسم فادي حاضرا  دائما  فى وعي وضمير كل الأحرار والشرفاء الذين يذكرهم  التاريخ  ،
وسيظل فادي  من القادة  العظام الذين زرعوا  سنابل الحصاد وغادروا الذين رسموا  اسماءهم في سجل الخالدين 

البوابة 24