البوابة 24

البوابة 24

مقتل نزار بنات؟!

رياض عواد
رياض عواد

بقلم: د. رياض عواد

من دون مقدمات أو قيد أو شرط أو مبررات واستداركات ومقارنات مع ما يحصل وحصل هنا أو هناك، ندين العنف الذي تعرض إليه المرحوم نزار بنات ونطالب لجنة التحقيق أن تقوم بواجبها وتضع الحقائق جلية أمام الشعب الفلسطيني وكل مناصري الحريات في العالم لنعرف من تسبب في موت المرحوم بنات وليأخذ جزاءه بالقانون، وبالقانون فقط. 
اعتقد هذا هو الموقف الذي تتخذه كل الشعوب عندما يتم تجاوز ما لحقوق الإنسان في بلادها، تطالب بالتحقيق والحقيقة حتى تمنع تكرار مثل هذه الحوادث الأليمة. لكنها وفي مطالبتها بمعرفة الحقيقة تحافظ على النظام والدولة ولا تطالب برحيل النظام بعد أن تصفه بأشد العبارات بؤسا، العمالة للاحتلال. قد تطالب بإسقاط الحكومة لكنها تحافظ على نظامها ومؤسساتها وبلادها من التمزق والتفتيت.
كما أن القوى الديمقراطية وفي سعيها لمعرفة الجناة لا تدعو إلى فوضى أو عشائرية وعائلية كما سمعنا من دعوى الى عائلة نزار أن تأخذ القانون بيدها وتفعل مثل ما فعلت عائلات أخرى، كما يدعي البيان، وقتلت من كان سببا في قتل ابنها، كما يدعون.
ويجب على القوى والأفراد الذين يدينون قتل المرحوم نزار أن يدينوا في نفس الوقت كل دعوة للاعتداء على قوى الأمن الفلسطينية وكل اتهامات وعبارات نابية توجه ضدهم، كما من المهم إدانة البيان الذي صدر، بالتأكيد من بيت ايل بتوقيع ما يسمى الجنود والضباط الاحرار، الذي يدعو فيه قوات الأمن الفلسطينية للتمرد ضد السلطة. هذه دعوة واضحة للحرب الأهلية، واستنساخ مطابق لما حدث في سوريا على أيدي وبدافع من أعداء سوريا، الأرض والوطن والشعب. هذه دعوات ليست مشبوهة فقط بل مدمرة لكل مقومات وجود الشعب الفلسطيني. 
اخيرا وليس آخرا، أن إدانة قتل نزار بنات تتطلب إدانة كل القتل الذي جرى في مختلف أرجاء الوطن ونال من ناس ابرياء، لم نسمع إدانات لمثل هذا القتل ولا مطالبات برحيل أنظمة أو سلطات؟!.
يحسب للسلطة الوطنية الفلسطينية أنها تسمح بأجواء من الديمقراطية الواسعة لجميع المخالفين ليعبروا عن آرائهم بحرية كما يحسب لأبناء فتح موقفهم ضد قتل نزار بنات، هذا الموقف الذي يجب أن يتعلمه الآخرون عندما تمس حرية أو حياة فلسطيني هنا أو هناك على يد جمعاتهم او القوى السياسية التي يؤيدونها او ينتمون لها.
ختاما لابد أن نقول أن السلطة الوطنية الفلسطينية هي أكثر المتضررين من مقتل المرحوم بنات وهي ليست من الغباء لتعمل ضد نفسها، لذلك يجب أن يكون التحقيق في هذه الجريمة معمقا لنعرف من حاول استغلال حادثة اعتقال بنات ليضع السلطة في هذا الموقف الصعب، أن أعداء السلطة من الكثرة والغلبة ويعلنون ليل نهار توقهم لتدمير هذه السلطة والتخلص منها واستبدالها بمجموعات من العملاء، من مختلف أشكال العملاء. 
ابحثوا عن المستفيد من مقتل نزار بنات، ستجدونه بالتأكيد مختفي بين من كانوا يدفعون به ليأخذ مثل هذه المواقف المتطرفة من السلطة، ويكيل لها الاتهامات دون أي وازع. ستجدونه بين من يستخدم دم بنات الان من أجل أهدافه واجندات الغير ممن يدفعون به ويدفعون له، هؤلاء هم المستفيدون من مقتل بنات. أن حجم الحملة وسعتها وتنوعها ضد السلطة تؤكد ما ذهبنا اليه، الهدف رأس السلطة وليست البحث عن الحقيقة؟!.
إلى أهلنا في الضفة، كثير من الفلسطينيين من حولكم يحسدونكم على ما تعيشونه من حريات ورغد في العيش وامن وطمأنينة يفتقدونها في البلاد والأماكن التي يعيشون فيها. انهم لا يستطيعون أن يفتحوا افواههم في البلاد التي يتواجدون فيها، وداخل الأنظمة القمعية التي يؤيدونها ويعملون من أجلها. تمسكوا بسلطتكم الوطنية هي حامي الحمى لكم وهي مستقبلكم وطريقكم إلى الخلاص من الاحتلال والتخلف.
في الختام، نرفض وندين من حيث المبدأ استدعاء أي فلسطيني أو معاقبته بسبب آرائه السياسية أو الاجتماعية.
الرحمة لروح نزار بنات ولروح كل فلسطيني مظلوم قتل أو استشهد في أي مكان ولاي سبب.

 

البوابة 24