البوابة 24

البوابة 24

إيهٍ فلسطينُ

سليم النفار
سليم النفار

إيهٍ فلسطينُ
        سليم النفار      

إيهٍ فلسطينُ
إنَّ الزّمانَ على مُحبٍّ فيكِ جوّالُ
لم يَصْحُ من تَعسٍ، 
وإلّا ساءَهُ حالُ
كلُّ الدروبِ تحشّدتْ فيها السّهامُ
لكنَّ راعينا على وهمٍ؛
يُنازعُ وهمهُ
في غفلةٍ من حالنا ... يمشيْ ولا يمشيْ؛
كأنَّ المشيَ أحلامُ
لا طالعٌ يُفضيْ إلينا سرَّهُ
لا قائداً يُهديْ إلينا حكمةً
أينَ العقولُ ... أكلُّ ما في الدّارِ إظلامُ؟!
إيهٍ فلسطينُ
كم بيننا حُجُبٌ وأسئلةٌ؛
نفتشُ عن معانيها،
هنا ... في ذروةِ الموتِ الذي:
طفحاً على أجنابهِ ... هذا الجنونُ
كم يا تُرى: 
نحتاجُ من نصرٍ،
 لكيْ يسمو بنا نصرٌ مكينُ؟
كم يا تُرى:
تحتاجنا هذي الحقولُ 

كيْ تُزهرَ الدنيا بأفكارٍ،
وأيامٍ وأحلامٍ جديدةْ؟
كم يا تُرى:
نحتاجُ في غلوائنا عقلٌ رصينُ
كيْ نستدلَّ على خُطانا،
بعدما تاه الدليلُ
فلربّما نصحو؛
وتنقشعَ الغيومُ
ولربّما يأتي دليلُ الحلمِ،
كيْ يعلو بنا وعيٌّ دفينُ
كيْ نعرفَ الأشياءَ؛
 في إيقاعها رتماً جميلاً،
لا يُجانبهُ النشازُ،
ولا أندابُ ماضينا
إيهٍ فلسطينُ
 كانتْ هنا أحلامنا في تأتآتٍ،
لا يُخالُطها السكونُ
صارتْ هنا أوهامنا
من سوء راعينا نُراعيها،
فهلْ هذا السّلامُ؟
إيهٍ فلسطينُ
في كلِّ مُنعطفٍ تراها،
لا سواها تفردُ الأحزانَ،
على أمداءِ نجواها

 

إيهٍ فلسطينُ
لا علمَ ليْ، غيرَ الذي
ساقتهُ أُغنيةٌ على إيقاعِ جدّاتيْ هناكْ.
في بيدرِ الضّيعاتِ لم يأتوا خفافاً،
من معالمهمْ ...
على وقعِ الخُطى كانتْ معاولُهمْ،
وكانوا مثلما كانتْ سماءُ
لا ... لمْ ينازعهمْ تُرابُ
كان اسمهمْ من اسمها
شُهباً ملوّنةً،
 وأرغفةً ستكفي يومنا: 
حبّاً ... نوزّعهُ على أقمارنا
لوفاضَ ليلٌ، أو نأى ذاكَ السحابُ
كنّا هنا في لثغةِ الفجر؛
على ندى أمواجهِ حلماً
يُطاوعهُ الحنينُ
إيهٍ فلسطينُ
أيُّ الترابِ هنا سيجمعنا،
على وعدٍ بنا 
لا، لم تُغيّرهُ المَنُونُ؟
أيُّ البلادِ نمتْ في روحنا سحراً،
وأنتِ السّحرُ مسروقٌ ومطعونُ
مِنْ طالعِ الدّنيا مُكدّرةٌ
وأمواجُ الأسى أمداءُ ساكنكِ
على حبٍّ يُغالبها، فهلْ يخبو الأنينُ؟

 

لم نفتقدْ أملاً بنيَّ
لكنّهُ دربٌ طويلُ

البوابة 24