خطر الحرب؟!

رياض عواد
رياض عواد

بقلم: د. رياض عواد


الوضع سيء، هذا ما قاله السنوار بوضوح وبالفم المليان عقب لقائه مع منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، بتاريخ 21 يونيو 2021


ياريت الوضع يرجع زي ما كان قبل الحرب، هذا قاله السائق الذي يتلقط الشواكل على خط القرارة خانيونس.
هناك إجماع على أن الوضع سيء بل أكثر من سيء ورجوعه إلى وضع يشبه الاوضاع قبل الحرب أصبحت أمنية السكان وهدف الحكام؟!
لا يوجد بوادر للاعمار ولا للتعويضات، وكل ما سمعناه من تهييط زمن الحرب عن الملايين بل المليارات التي تم التبرع بها وجمعها ينطبق عليها المثل "نسمع طحنا ولا نرى طحينا"؟! والشنطة القطرية لم يعد هناك أمل في رجوعها بالطريقة السابقة؟
الكهرباء تأتينا وفقا للمعادلة (8*8-2)، ستكون هذه المعادلة، لو اتت في امتحان توجيهي علمي، سببا في رسوب أي طالب من خارج قطاع غزة!!!!


طن الحديد ارتفع سعره إلى 4 آلاف شيكل، الأسمنت شحيح وارتفع سعره، لذلك توقف البناء وتوقف معاه عمل 50-80 صنعة وآلاف العمال الذين يرتبط عملهم بكيس الأسمنت.
استيراد الخشب توقف، ارتفعت أسعار غرف النوم إلى الضعف وتوقفت الاعراس، مزيدا من العنوسة بين الشباب!
استيراد الزجاج توقف مما ضاعف أسعاره وحرم كل من كان يرغب في أن يعيد إصلاح شبابيك بيته، التي تطايرت بسبب القصف، من القيام بذلك.


الطيران والزنانات تقصف كل ليلة، دون ضجيج أو شكوى، تعودت الناس على الموت، الجزيرة والعرببة والمنار والميادين تخوض معركتها الخاصة ضد السلطة، ما عندهاش وقت كفاية لنقل أخبار القصف الليلي. لذلك الشبابيك معرضة أن تتطاير كل ليلة ويصبح بيتك عاريا في الهواء الطلق!
أصحاب المحال التجارية يستغنون عن عمالهم ويخفضون أجورهم، دخل المحلات التجارية انخسف إلى أبعد حد.
المزارعون، الصيادون وكل أصحاب المهن، حدث ولا حرج وابكي يا عين ولا لوم عليا...
لذلك قالها السنوار بوضوح وبعيدا عن البروتوكولات، الوضع سيء، بل سيء جدا.
ما العمل؟! البلالين، البلالين المتفججرة والححارقة!!!
لم تحتمل حكومة بينت اليمينية العدد القلبل من تطيير هذه البلالين واصرت على تغيير المعادلة، المعادلة الرخوة، قصف مناطق مفتوحة مقابل البلالين. هذه المعادلة لا ترضي حكومة بينت ولا تشبع غرورها، فهي تقصف في المليان مقابل كل بالون؟! الإدارة المدنية أو مصنع للتصنيع او منصة للصصواريييخ مقابل بالون؟! 
تدفع حكومة بينت فصائل المقققاومة إلى الحائط لتجبرها على تنفيذ رغباتها ببدء القصف الذي تريد، لتتخذه ذريعة وتثبت للمستتتوطنين أنها اقوى وأكثر بطشا من كل الحكومات السابقة والاقدر على تنفيذ ما تتوعد به، هذه حكومة تريد الحرب وتبحث عنها وتعمل من أجلها؟! فهل نقع في شَركها؟!
إلى أين يقود هذا الوضع، الوضع منهك، كل أطرافه منهكة، الجبهة الداخلية تعبانة وطفرانة، واعتقد ان المقاومة لم ترمم بعد قدراتها العسكرية.
حتى لو افترضنا أن تعب الجبهة الداخلية وعدم استعدادها واستعداد المقاومة للحرب فرضية خاطئة، هل الحرب القادمة ستغير موازين القوى أو ستؤثر على جوهر المعادلة، السؤال الأكثر صراحة هل الحرب في مصلحتنا؟! اعتقد أن الواقع، بعيدا عن أي مبالغات، يجيب بوضوح على هذا السؤال. 


الوضع الإقليمي متلتل بالمشاكل وكل واحد دوبه يحل مشاكله، والوضع الدولي بائس، وبعض أهلنا في الشمال مش فاضيين، نسوا خان الشيخ وتركوا بيتا والمقاومة الشعبية وتفرغوا للانتقام لدم مسيحهم الجديد؟!
ما العمل اذن، نحن لن نستسلم وسنواصل المقاومة، المقاومة الممكنة التي تستجيب لامكانياتنا ولا تسبب في تدميرنا ولا في موت ما تبقى من حياة في بلادنا وتحقق أهدافنا.


بعيدا عن الايدلوجيين الذي يرون في الحرب تكليفا ربانيا وواجبا جهاديا متواصلا لهم، وبعيدا عن كثير من المشجعين البعيدين والمرتاحين خلف شاشات التلفاز، يقزقزون البزر ويشاهدون الحرب ومباريات رولاندو ومسي في آن واحد وبنفس التشجيع والحماس، فإن الواقع يقول أن أغلب الشعب الذي اكتوى بنار الحرب، وأغلب قواه السياسية وفصائل المقاومة التي تعرف معنى الحرب، لا يرغبون ولا يريدون هذه الحرب ويعرفون نتائجها مسبقا.


اذن، لماذا نواصل المراوحة في نفس المربع، لماذا لا نعود لانفسنا، نوحد طاقاتنا تحت سلطة واحدة وقانون واحد ومقاومة شعبية واحدة، وننزل عن الشجرة التي تعلقنا وعلقنا شعبنا على أغصانها اليابسة؟ بالتأكيد النصر سيكون حليفنا، وما مثل بيتنا عنا ببعيد؟!
الحرب ليست الحل، نتائجها مزيدا من دمار وموت لما تبقى من حياة في هذه ال غزة البائسة، ودفعنا للرضوخ للشروط الجديدة وصولا إلى التهجير.

البوابة 24