تجربة غزة، بانوراما سوداء!!

رياض عواد.jpg
رياض عواد.jpg

بقلم: رياض عواد


حرب بين العائلات، تطول، تخلص في مدينة تولع في اخرى، تستخدم فيها مختلف أنواع الاسلحة، بما فيها الانفاق، لا يقتصر الموت على أبناء العائلات بل يمتد إلى الشوارع ليقتل المارين والامنيين، ينتشر الخوف، تغلق المناطق والمحلات، تنشل الحياة، تستنزف قوات الأمن، تفشل السلطة في وقف الحرب، تفشل الجاهات، بكل انواع الجاهات، تستمر الحرب، يزداد الغضب ونقد وانتقاد وكراهية السلطة من مختلف الاطراف؟!


يخطئ جندي إسرائيلي أو أكثر الطريق، يلقي عليه الحاجز الفلسطيني القبض، يتصل الحاجز على قائد القوات في المنطقة، يأمر بإعادة الجندي الإسرائيلي إلى الجانب الآخر، تثور المدينة، تندلع المظاهرات، يقودها الثوريون بكل انواع الثوريين، يحاصرون مقر القوات، يرجمون مقر القوات بالحجارة وإطلاق النار، يتهمون القائد بالخيانة، يشاء الله ان يستشهد هذا القائد بعد أيام أو أسابيع وهو يتصدى لقوات الاختلال شرقا، انها قصة الشهيد القائد مفرج ابو حميد؟!


يتهم عقيد زورا وبهتانا باللواط مع طفل، رجل مسن ذو اخلاق حسنة متزوج وأولاده شباب ، يصلي في المساجد
تثور المدينة، تندلع المظاهرات يقودها الثوريون، بكل انواع الثوريين، تنصب الحواجز وتولع عجال الكوشوك، يزداد الغضب، يعم الغضب المدينة وينتقل بواسطة مكبرات الصوت والخطباء إلى كل أنحاء القطاع، ترضخ القيادة للشعب الثائر وتضطر إلى التضحية ببريء، تحكم عليه بالاعدام وتعدمه فورا، دم المظلوم سقط سخاما على البلاد والعباد.
من فوق المنابر، لا تدفعوا لشركة الكهرباء، سرقة الكهرباء حلال، اللي يقطع الكهرباء عنكم اقطعوا يديه!!!!


من مسيرات الشهداء، لا تسلموا انفسكم لأجهزة الأمن، من يحاول أن يعتقلك من البيت طخه؟!
يغضب ابو جربانة من السلطة، يختلف معها على قضاياه الخاصة، ينتشر مسلحوه على الطرقات، تغلق الطرقات، تتوقف حركة الناس بين شمال وجنوب قطاع غزة، تفشل قوات الأمن في ضبط الوضع، تغضب الناس، تلعن على ابو السلطة؟ 
يخطفون مدير عام الشرطة، يمسحون في كرامته الارض، يفرح الخاطفون، يحزن آخرون وتخسر السلطة؟!
يحاول بعض رجال الأمن تطبيق القانون فيقعون في مشاكل مع العائلات، تنكشف ظهورهم تحت سطوة العائلات الكبيرة وضعف السلطة التي لا تستطيع أن تحميهم، تتفاقم الحالة فيتحول رجل الأمن إلى شاهد زور أو متفرج على مغتصبي الحق العام....


قصص كثيرة على هذا الوزير وذاك العقيد، تنتشر بين الناس انتشار النار في الهشيم، لا أحد يبحث عن الحقيقة، الكل يسمع ولا يصمت، الكل يساهم في النشر، صدق الله العظيم إذ يقول "إذ تلقونه بألسنتكم" مش بالاذن، بالالسن، ماذا لو كان هناك فيس بوك وتوتر وانستجرام وماسينجر، يا فضيحتنا؟!


الغريب في كل هذا ليس القصص وسهولة نشرها، الغريب أن السلطة كانت يتيمة وحيدة مسكينة لا يدافع عنها أحد، حتى اقرب الناس لها وأكثرهم نفعا ورتعا من موائدها ، كانوا يقودون نشر القصص ضد سلطتهم بل يحبكونها، يا ويلنا؟!

 

البوابة 24