بقلم الكاتبة أ. جملات عبد الحميد حسن الشاعر
المرأة هي رمز الخصوبة والعطاء وهي أيضاً الأم والجدة والعمة والخالة وهي الزوجة والشريك الأول لرجل في تحمل مسؤوليات الحياة وكلفها الله مع الرجل في الاستخلاف في الأرض والنهوض بالتنمية وتربية الأبناء ونشأتهم تنشئة صحيحة ، فالمرأة نصف المجتمع وتربي النصف الأخر لذا فهي المجتمع بكل معنى الكلمة .
المرأة الفلسطينية لها دور نضالي بارز بجانب الرجل والتاريخ يشهد ولا ينكر منذ القرن 19 وبداية القرن 20 ، فكان لها دور واضح ومؤثر في ثورة 1936م ، حيث حملت السلاح بجانب الرجل وداوت الجرحى رغم القيود التي فرضت عليها من قبل المجتمع الذي حدد أعمالها، وخاضت المرأة الفلسطينية مسيرة الكفاح المسلح والكفاح السلمي في مواجهة موجات الهجرة الصهيونية إلى الأرض الفلسطينية في عام 1948 م ، وتعرضت المرأة الفلسطينية للاستشهاد أثناء عملها النضالي فكانت أول شهيدة شادية أبو غزالة ، وقامه المناضلات الفلسطينيات بعملية نوعية وهي خطف طائرة وهي ليلى خالد وأمينة دحبور ، وهناك عمليات في الضفة الغربية وقطاع غزة قامت بها فاطمة برناوي ، عائشة عودة ، رشيدة عبيدة ، عبلة طه وغيرهن الكثير، بل وشاركنا في الانتفاضة الاولى عام 1987م ، وفي الانتفاضة الأقصى عام 2000م ، بالإضافة إلى دورها البارز الإعلامي في تغطية الاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة في عام 2008/2012/2014م ، ودورها في مسيرة العودة في العمل النضالي والاعلامي والطبي، وفي احداث القدس وحي الشيخ جراح منهن : الناشطة منى الكرد ، والناشطة والطالبة الجامعية أصالة ابو القاسم ، لم يقف دو ر المرأة الفلسطينية عند هذا الحد بل شاركت في النضال الوطني بكل أشكاله وشكلت الأطر النسوية (المجلس النسوي الأعلى) الذي وحد القوى النسوية للفصائل .
فتعتبر المرأة جزء لا يتجزأ من القوى النضالية في مراحل تنمية المجتمع ومراحل النضال الوطني ضد الإحتلال ومراحل التحرير الوطني بشكل كامل ، فالتنمية تحتاج إلى طاقات كبيرة تشمل كل طاقات المجتمع بما فيها المرأة وإفساح المجال أمامها لتعليمها من أجل تنميتها ومشاركتها فيما بعد في التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية . وإن للعولمة دور كبير في توعية المرأة وتنميتها وتطويرها نحو تحقيق أهدافها ومشاركتها في الحياة بمختلف مجالاتها ، استطاعت من العولمة تغير الكثير من المفاهيم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية والتكنولوجية والإعلامية لدى المرأة الفلسطينية ، فقد حققت المرأة الفلسطينية أنجاز بشكل كبير و ملحوظ من الناحية العلمية ، من خلال زيادة عدد الطالبات في المدارس والتعليم العالي ، ولكن ما زالت المشاركة السياسية والاقتصادية محدودة بالنسبة للمرأة الفلسطينية ، رغم ذلك ما زالت المرأة الفلسطينية تعمل بدون كلل ولا ملل للنهوض بتنمية المجتمع والحصول على مشاركة فعالة في شتى مجالات ، وفي النهاية لا يمكن أن تحدث تنمية بدون تنمية المرأة، ومشاركتها بتنمية المجتمع ، لأنها تمثل كما يقال نصف المجتمع وأنا اقول هي أيضاً تربي النصف الأخر، وبالتالي فهي من تحدد التوجهات الحياتية والاستمرارية في الحياة وخاصة أن ذوقها السياسي في عملية اتخاذ القرار مختلف عن الرجل ، لذا أتمنى كمرأة شرقية أن يكون لنا مكانة تحت الشمس في الحكومة القادمة لكي نبني وطناً عادلاً يقوم على أساسات متينة.