هل ستتواصل عمليات إطلاق البالونات الحارقة خلال الفترة المقبلة؟ وهل تتدحرج الأمور لحرب خامسة

البالونات الحارقة
البالونات الحارقة

فلسطين- خاص البوابة 24

قصفت طائرات الاحتلال الاسرائيلي، فجر اليوم السبت، عدة أهداف في قطاع غزة، رداً على استئناف إطلاق البالونات الحارقة من القطاع تجاه مستوطنات غلاف غزة، في خطوة تأكيد لتصريحات نفتالي بينت رئيس وزراء حكومة الاحتلال، ووزير جيشه بيني غانتس، أن أي بالون سيطلق سيتم الرد عليه.

بناء على ذلك، يبدو أن عملية إطلاق البالونات الحارقة تم استئنافها من جديد، وذلك رداً على مماطلة الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه والذي كان دافعاً لوقف إطلاق النار خلال معركة سيف القدس، بوساطة من جمهورية مصر العربية.

فهل تتواصل عمليات إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة؟ وهل يمكن أن تتدحرج الأمور لحرب خامسة على القطاع.

أكد الدكتور هاني العقاد، المحلل السياسي، لموقع "البوابة 24" أن المشهد في قطاع غزة على حاله منذ انتهاء جولة القتال الأخيرة، والتي استهدفت فيها إسرائيل البنى التحتية والأبراج والمساكن والمشاغل والمصانع، وكأنها تريد إحداث أزمة يكون لها اليد الطولى بحلها بغزة.

وقال العقاد: "حتى الآن كل الملفات مجمدة ومفاوضات التهدئة وصلت إلى طريق مسدود واسرائيل تصر على ربط إعادة إعمار القطاع باستعادة جثث أسراها من غزة دون أن تدفع أي ثمن أو يكون هناك صفقة تبادل على غرار صفقة وفاء الأحرار".

وأضاف: "إسرائيل تحاول فرض معادلة جديدة، وهي النار بالنار والهدوء بالهدوء، وتعمل من خلال هذه المعادلة على قصف غزة مقابل البالونات المتفجرة وإغلاق المعابر والتحكم في أي بضائع تستخدم في البناء والصناعة وكثير من الاحتياجات اليومية لسكان القطاع" .

وتابع العقاد بقوله: "أمام كل هذا، كان لابد وأن تتخذ الفصائل قراراً بكسر المعادلة التي تحاول إسرائيل فرضها على القطاع، وتبدأ بالعودة لفعاليات خشنة على حدود قطاع غزة، ويبدو أن الفصائل اتخذت قراراً بالبدء بالبالونات الحارقة ومن ثم فعاليات أخرى متدرجة، لكن إسرائيل باتت تقصف غزة مقابل كل بالون لتثبيت معادلة البالون بصاروخ، وتوقف تدحرج الأمور؛ لإعادة مسيرات العودة وكسر الحصار".

ورأى المحلل السياسي، أن المقاومة لا تملك الكثير من الخيارات في ظل تعنت إسرائيل ومماطلتها في التعامل مع حل ملفات غزة، وأولها إعادة الإعمار إلا الاستمرار في الاشتباك مع الاحتلال بوسائل ناعمة، مستبعداً في الوقت ذاته أن يتطور المشهد إلى أبعد من ذلك حتى اللحظة، إلا إذا أقدمت إسرائيل على تغيير طبيعة الرد على البالونات، واستهدفت بيوت نشطاء وقادة عسكريين وسياسيين في غزة وبالتالي عودتها لسياسة الاغتيالات.

وأشار العقاد، إلى أن المواجهة الخامسة محتملة، لكن توقيتها بيد إسرائيل ومدى حصولها على الغطاء الأمريكي، وسيكون هذا مسار بحث خلال زيارة نفتالي بينت لواشنطن أواخر الشهر الجاري.

وفي السياق، قال العقاد: "أعتقد أن تعقد المفاوضات ووصولها إلى طريق مسدود ليس أخر المطاف؛ لأن واشنطن ستدفع بالمزيد باتجاه الوسطاء؛ لبذل محاولات جديدة بغرض نزع أي صواعق من شأنها أن تفجر المشهد في غزة من جديد وبالتالي استخدام مزيد من الضغط على حماس أو حتى الضغط على دولة الكيان للوصول إلى حل ملفات غزة بالوسائل التفاوضية والسلمية؛ لأن الجميع يعرف ان مسالة غزة لا يمكن حلها بالمواجهة والقتال حتى لو حدثت مواجهة وجولات قتال خامسة وسادسة وسابعة، لن تستطيع إسرائيل الحصول على هدوء طويل الأمد عبر الحرب".

من جانبه، قال الدكتور ناصر اليافاوي، المحلل السياسي: لموقع "البوابة 24": "نرى أن حماس وبينت يتأرجحون بين سياسة الاحتواء ووجع عض الأصابع، والمتابع لسياسة بينت، وآلية تعامله مع غزة، يدرك أنه قصير النظر، وعدم الخبرة السياسية والعسكرية، فهو يتصرف وفق أهواء شخصية لإشباع رغباته في الانتقام ممن حوله ومن خصومه".

وأضاف: "بينت كذلك يريد أن يوصل رسالة أنه مع إنهاك غزة وليس احتوائها، وفرض معادلة جديدة أن إطلاق البالونات الحارقة سيواجه بإطلاق الصواريخ، لإقناع جمهورية أنه الأقدر على تحييد سلاح البالونات الحارقة وجلب الهدوء مناطق غلاف غزة".

وأكد المحلل السياسي، أن سياسة بينت هشة كحكومته، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن المقاومة الفلسطينية تتصرف بمنطق، منوها إلى أنه إذا استمر قصف غزة بعد رشقات من البالونات، فإن المقاومة سترد أيضاً بحكمة عبر تنقيط الصواريخ دون التدحرج إلى مواجهة شاملة، على الأقل سنتين من تاريخ اليوم، وستأخذ الأمور شكل من أشكال مقاومة الاستنزاف وعض أصابع قاسي، كما يريد الفلسطينيون حالياً.

أما محمود العجرمي، المحلل السياسي، فقد أكد بدوره، لموقع "البوابة 24"، أن استمرار إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة، يعتمد على دولة الاحتلال، كما صرحت كل الفصائل بأن تأجيل عملية إعادة إعمار قطاع غزة واستمرار الحصار، يعني أن المقاومة لن تقبل بذلك ولن تسمح للاحتلال بالابتزاز بربط إعادة البناء بقضية الاسرى الإسرائيليين.

وقال: "عملية إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة تجاه مستوطنات غلاف غزة، ستستمر حال استمر الاحتلال في تعنته وحماقاته، وهذا بالضرورة قد يقود الى تدحرج كرة اللهب الى معارك جديدة مع الاحتلال".

وأضاف العجرمي: "أعتقد أن الأمور ستتدحرج لحرب خامسة، خاصة أن الاحتلال يهدد ليس فقط على جبهة الجنوب وإنما يوجه تهديداته في الجبهة الشمالية أيضاً، بالإضافة إلى تهديداته لإيران"

البوابة 24