إيران ، إمريكا ، وصراع الإرادات

جلال نشوان
جلال نشوان

في دائرة الضوء 
( ايران ، امريكا ، وصراع الإرادات )

بقلم: جلال نشوان


ضاقت الأرض بما رحبت  بترامب ، بعد فشله بالفوز  أمام بايدن ،حيث  استنفذ كافة محاولاته القائمة على التشكيك بالانتخابات ، ولكنه لم يفلح ، وفي ذلك الوقت اقترح عليه أحد مستشاريه بنزول الجيش إلى الشوارع ، إلا أن الفكرة لم تجد من يصغ إليها ، واستغرق الحديث ساعات ،.واخيراً ووفق تحليلات قراء المشهد الأمريكي ، اهتدوا إلى فكرة ضرب إيران ، وأرسل وزير خارجيته بومبيو إلى إسرائيل للإعداد إلى ضربة جوية لإيران ، وذلك لأن القانون الأمريكي يمنع تسليم الرئيس أثناء الحرب ، وجاءت حادثة الكابيتول والجهود الحثيثة لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي التي تمنت على الجيش الأمريكي بعد التفاعل مع رئيس احمق وانتهي المشهد الدراماتيكي بوصول بايدن إلى البيت الأبيض وخروج ترامب 
بايدن أوعز لوزير خارجيته بالاتصال بإيران عبر قنوات عديدة لإجراء مفاوضات فى ( فيينا .النمسا )وإعادة صياغة الأمور مقابل رفع بعض  العقوبات ، إلا أن المفاوضات لم تنجح ،  الأمر الذي دعا وزير خارجية الولايات الأمريكية (بلينكن ) أن يصف إيران بأنها راعية الإرهاب في المنطقة 
واليوم تحاول إسرائيل جاهدة  صرف الأنظار عن جرائمها واطلاق التهديدات بالقيام بعملية عسكرية وذلك بعد اتهام إيران بضرب سفينة ( ميرسرستيت)  التي يملكها رجل اعمال اسرائيلي  بمسيرة إيرانية  ، وذلك بعد تحقيقات القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى ، مع أن أصابع الاتهام تشير إلى أيدي اسرائيلية 
ايران تصر على رفع العقوبات وإكمال برنامجها النووي السلمي ،لان الأمر سيادي محض ولا يحق للمجتمع الدولي فرض القيود علىها ، فالصراع صراع الإرادات وعلى قاعدة عض الأصابع وأيهما يتالم أكثر  وترسانة إيران العسكرية الهائلة جعلتها تفاوض من قوة ، ولعل نفوذها الذي يزداد انتشاراً يوماً خير شاهد على ذلك 
لقد حاولت العراق مد الجسور بين إيران ودول الخليج ، إلا أن إسرائيل  مارست الضغوط على تلك الدول ويظل السؤال الأكثر إلحاحاً : لماذا  لم تبادر  أمريكا بمعالجة الخطر الايراني منفردة كما تزعم ؟ 
وزير الخارجية الأمريكي صرح بأن الرد على طهران يتمثل في الرد الجماعي  ، وهنا يقصد إشراك العرب في ذلك 
لقد فشلت الولايات المتحدة الأمريكية في العديد من بؤر التوتر في العالم وعلى سبيل المثال لا الحصر ، في أفغانستان ، فاوكلت المهمة إلى أردوغان وكأنها تهرب وهذا يؤكد بأنها تضع وكلاء لها ينوبون عنها ، لأن الحرب في أفغانستان كانت تكلفتها باهضة الثمن ، حتى أن أحد صناع القرار الأمريكي قدر تكاليف الحرب في أفغانستان ( بتريلون دولار و٣٠٠٠ عسكري )  
كافة المعطيات تؤكد أن أمريكا وإسرائيل لن تستطيعا القيام أي مغامرة لان الصراع هو صراع الإرادات 
 

 

البوابة 24