الشواعر في الصين أكثر جرأة من الشعراء

نداء يونس
نداء يونس

بقلم:نداء يونس
ان تجد تمثالا لامراة عارية مجنحة في الصين هو واحد من الامور التي تثير الاستغراب.
اعتقدت مطولا بعد رؤية هذه المنحوتة ان التنين الصيني كان بالاصل امرأة قفزت من قاعدتها الحديدية او عبر زمن لم يكن لها فيما تزال الاخريات يحاولن ويصرخن كي تنكسر القشرة ويخرجن.
الشاعرات الصينيات اكثر جراة من الرجال الشعراء الذين يصرون على التمسك بالتقاليد والافكار الموروثة، كما ان لهن قدرة على  التحليق خارج العوالم بل واعادة كتابة الاسطورة، تخيل معي ان تقول احداهن: ابولو يجمع القطع النقدية من بين اوراق الاشجار مثلا، فأي اعادة اسطرةٍ للاسطورة واي تحويل من الشعرية والروحانية والحب الى عالم مادي واي اله امبريالي صار ابولو.
 تدرك الشاعرات ان لهن اجنحة، النساء العاديات لا، وفي هذا الاطار تظل مجتمعات كاملة تنتج ذات الاطر مع بعض الاستثناءات مثل الصديقة الذكية والمذهلة وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني "نجوى". 
يمكن للنساء ان يقفزن عبر الزمن او من الثوابت الراسخة، بشرط ان يعرفن ان لهن اجنحة، هكذا يولدن من جديد، عاريات كما ولدتهن الطبيعة ودون قيود وجاهزات كي يخبزن اجسادهن في التجربة دون مساعدة، ويمتلكن ادوات التحليق التي تمكنهن من القفز الى أعلى.
 الشبه بين امرأة عاشت قبل الفي عام مثلا وامراة في قفص اللحظة، لا يكمن في الشكل الذي يمكن ان تمنحه الكارما لذات الروح ان ولدت بنفس الصيغة الجنسانية، لكنه في الاجنحة، فلا تنظر الى وجوه النساء لتدرك الشبه بل في ظهورهن، هناك ربما يكون عاشق قد كتب نصا او ربما يكون اله قد خلق جناحا وربما يكون ايضا قد غرس غادِرٌ موتورٌ حاقدٌ وغيورٌ نصلا.
فعل الصواب يتطلب إحداث الكثير من الفوضى؛ هكذا تؤكد قاعدة التمثال التي تمكنت امرأة من مغادرتها فيما على الاخريات نزع ما علق بهن من اسمال وقناعات كي تولد اجنحتهن من شرنقات مغطاة ويحلقن. 
تبعد هذه المنحوتة امتارا قليلة عن اضخم نافورة موسيقية في الصين، هل للموسيقى علاقة بالاجنحة والتحليق دائما؟ هو مجرد سؤال استنكاري، والاستنكار ليس لمضمون السؤال بل لمضامين التحريم التي تعيق الحرية دائما وتطال كل ما يساعد النساء عليها في اديان يفترض انها سماوية كالموسيقى تماما. 
#من_أشياء_تحدث_دائما

 

البوابة 24