نداء يونس
في الرابع والعشرين من سبتمبر
كتبت:
هنا ... أُشير الى ما أتْركه للمخيلة.
لا أقصد الجنس
الميتال - موسيقى لمن تمنعه ثقافته المحافظة من المعرفة،
الهيرمينوطيقا - لا يهم أن تعرف معنى أشياء،
رغم ما تضيف للألم
للخسارات
التعالي - الاتهام ذائع الصيت في الأوساط الشعبية،
المسافة بين الرغبة بالكلام
- حيوانيتنا الكاملة
أو رغبتنا بالصمت
- الألوهية التي لن تكتمل.
لم أكمل
- أقصد أنني لم أكمل ما قصدته بما تركته للمخيلة
ولم يكن كل هذا ...
- الآن لم أعد أذكر،
كانت جملة واحدة تتكرر
"لا تشرق أكثر من السيد".
كنت أفكر ربما
بالطريقة التي يمكن فيها لعالمين أن يتجاورا
إلى هذا الحد في جسد.
لا يتعلق الأمر بمزحة
أو بشئ يمكن إخفاؤه:
- الشَعْر أينما ينمو مثلا،
التمزقات في جوارب النايلون
النصف المتبقي من الشتائم التي نبتلعها أحيانا،
الشك التي ينتجه اليقين
- ركوده،
عدم اهتزاز أردافه،
وقابليته للنعاس المبرمج،
الاستعارات الباردة
- سهولتها في الفهم، لزوجتها المألوفة في
المقدس، فيزياء الدوران، وركوب الأحصنة،
البلاستيك - يكتب مرافعة كي يحلل يدك على جلدي،
جلدي،
القبلات التي ارتدت معطفا، جوارب وحجابا،
وأدوات الخياطة ....
في البدء كانت أصابعي،
يدي،
صوت لورين تغني لباريس: "تحت المطر الكهربائي"
و"صباحات مستعادة"
- تلك الرنة في صوتها
الحقول في مخارج الحروف التي تنطق،
ثم المخالفات لمواصلتي كسر إشارات المرور،
الصحراء التي تمتد على الجهة المقابلة
- الرمال والظلال
وقبلات البربر.
الصباح لم يأت في موعده أبدا،
الليل أيضا،
القطارات التي تحملني إلى ليالي الشمال الحزينة،
وحدها الذاكرة التي ما زلت أحاول تنظيف سجادها من الدماء،
زوايا من العظام،
أسرجتها من السعال المزمن،
أسرَّتها من رائحة الغريب،
نوافذها من الزجاج ورماد القنابل،
سلال قمامتها من المدرَسيِّ والحكمة،
وماضيها من فكرة الخيمة.
مارست كثيرا دور الزواحف:
في مخيلتي أزحف عليك،
في الممر الخافت الإضاءة،
خلف الباب،
ولما هربت،
لساني كذلك - بلا خجل أقول
لساني
وبلا سبب.
في الرابع والعشرين من سبتمبر
كل صباح منذ ذاك الوقت فكرت
ما أفعل بالضجر ..
لا بد أن يكون للنساء حصيلة من شئٍ ما بعد هذا العمر.
أعلم - يجب أن نكون دوما مهذبات:
لا ينبغي الحديث عن الشتائم
الخسائر
الخذلانات
الرغبة بالعزلة والقليل من الخيال والكسل.
أصابعي تتشابك أمام وجهي؛
سأستعير صورة من شاعر
عن الأقدام التي تتشابك في سرير
ليس للحديث عما تركْتُه للمخيلة
- لا أقصد الجنس وأشياء مشابهة،
بل عن يديَّ اللتين كانتا
تركضان
تبحثان
تعضان
تهمسان
ثم وقعتا في حفرة.
