بقلم: نعمان فيصل
الشاعر عمر خليل عمر، هو مثال طيب لشاعر وطني عفيف، كان من أقوى الأصوات وأرجحها منطقاً، مؤمناً بربه، مخلصاً لوطنه، وهو الرجل الذي طالما تحدث وخطب في بلاغة وحصافة وكياسة، فكانت كلماته وتعبيراته وأشعاره تطرب الأسماع، وتنفذ في فلسطين إلى القلوب، فتدخل الأمل والسكينة إلى نفوس القلقين والحيارى والمحاصرين، وتضفي على المعذبين من أبناء شعبه الذين يصغون إليه ويثقون به قدراً كبيراً من الشجاعة والعزم، وضع بصمة واضحة على الحركة الوطنية في منتصف القرن العشرين، وسيرته الملحمية في ذاكرة الأجيال.
عرفته عن قرب، والتقيته كثيراً وكانت فرصة للتحدث عن أحوال شعبنا بصورة عامة، وعن أدبه وأشعاره ومسيرته الحافلة بصورة خاصة، وكان لي شرف الكتابة عنه، والإشادة بدوره في كتابي: (أعلام من جيل الروَّاد من غزة هاشم) - وهو جهدي المقل - حيث لمست فيه اهتماماً كبيراً بوطنه السليب يفوق التصور، ويجلّ عن الوصف.
ولا أدل على ذلك من القصيدة التي استوحاها الشاعر الفلسطيني المرحوم عمر خليل عمر، من كتابي: (أعلام من جيل الروَّاد من غزة هاشم) بمناسبة صدوره، حيث رسم صورة شعرية صادقة للكتاب، وأجاد عرض صورته وملامحه إلى حد بعيد.
توفي شاعرنا الوطني عمر خليل عمر في 9 شباط/ فبراير 2017م، وأسال المولى - عز وجل - أن يجزيه جزاء الأبرار، جزاء ما قدم لشعبه من خدمات وتضحيات لم يفسدها منّ ولا أذى، وتلك هي مزية الأخيار في كل عصر وأوان.