البوابة 24

البوابة 24

مئة وأربعة عاماً على وعد بلفور المشؤوم وثورة مستمرة

عمران الخطيب
عمران الخطيب

بقلم: عمران الخطيب

مئة وأربعة عاماً على وعد بلفور المشؤوم وثورة مستمرة رئيس الوزراء البريطاني آرثر جيمس بلفور الذي تولى وزارة الخارجية قدم الوعد المشؤوم للحركة الصهيونية بعطاء وطن قومي لليهود في فلسطين التي كانت تحت الانتداب البريطاني الذي احتل فلسطين وقدم الوعد المشؤوم الذي نص دعم بريطانيا لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين على حساب الشعب الفلسطيني،وكل ما تعرض له الشعب الفلسطيني من قتل ومجازر وتدمير منازلهم وتهجيرهم من وطنهم،تتحمل بريطانيا العظمة المسؤولية التاريخية وعليها تقديم الإعتذار للشعب الفلسطيني والاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس وتحويل ممثلية فلسطين إلى سفارة على غرار سفارات الدول الآخرة.

ورغم مرور مائة وأربعة أعوام على وعد بلفور المشؤوم، وتصاعد أعداد الشهداء والجرحى والمصابين وآلاف الأسرى والأسيرات والمعتقلين في سجون ومعسكرات الإعتقال والتعذيب والمعاناة اليومية لشعبنا الفلسطيني العظيم، لن يستسلم أو يستكين ويستمر في المقاومة منذ وعد بلفور إلى يومنا الحاضر، وتنتقل مسيرة النضال الفلسطيني من جيل إلى جيل حتى تنتصر إرادة الشعب الفلسطيني، وإنهاء الإحتلال ، ورغم تراجع العديد من الأنظمة العربية والإسلامية في مقاومة المشروع الصهيوني الاستيطاني العنصري، الذي بدأ من فلسطين ويمتد في العالم العربي بشكل ووسائل مختلف لا تقل خطورة عن الإحتلال العسكري المباشر، فقد خرجت الخفافيش من جحورها في ضل غياب وتراجع المشروع القومي العربي المناهض للمشروع الصهيوني الذي لم ينتهي في فلسطين بل يمتد في أرجاء الوطن العربي تحت عنوان التطبيع بإرادة هذه الأنظمة التي فقدت السيادة الوطنية المستقلة. ما يحدث من تطبيع بدأ يحمل غطاء ديني الذي أطلق عليه "الإبراهيمي"، في نهاية الأمر هو محاولات تضليل شعوبهم ولتصفية القضية الفلسطينية وقال رئيس الإدارة الاستراتيجية في جيش الإحتلال الإسرائيلي، اللواء تال، ضمن مقابلة هي الأولى من نوعها، أجرتها صحيفة بحرينية إن "اتفاقات إبراهام" تفسح مجالاً لإنشاء "محور معتدل" في المنطقة يشمل "إسرائيل" وأعداد من الدول العربية والخليجية بما في ذلك اليونان وقبرص، ولم يكتفي بذلك بل هاجم إيران ضمن مقابلة معه صحيفة بحرينية، باللجوء إلى حل عسكري إزاء إيران ووصف كالمان إيران بأنها "أكبر تحدي للشرق الأوسط ومركز كل تحرك سلبي في المنطقة و مشكلة عالمية"، قائلاً :هذه المشكلة لا تستهدف "إسرائيل" وحدها فحسب بل وجميع الدول في الشرق الأوسط التي ترغب فى السلام والازدهار، ولكن بالنسبة "لإسرائيل" فإن أحد أهداف هذا النظام هو محوها من الخريطة. من المؤسف أن تصبح بعض الصحف وبعض الفضائيات العربية منصة لجيش الإحتلال الإسرائيلي الناطقين باسمه، وكم سبق لوزير خارجية الإحتلال الإسرائيلي يائير لابيد أن أطلق تهديدات إلى الجزائر خلال اللقاء مع وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة في العاصمة الرباط، وهو من حزب العدالة المغربي المنحدر من جماعة الإخوان المسلمين، حيث كانت هذه التصريحات المسيئة سبب من أسباب توتر وقطع بين الجانبيين، إن وعد بلفور المشؤوم الذي قدم فلسطين هدية للإقامة المشروع الصهيوني العنصري، قد استكمل ذلك في العالم العربي تحت غطاء الإبراهيمية في إطار التطبيع وسيطرة "إسرائيل" على العالم العربي من النيل إلى الفرات، السيطرة الأمنية والعسكرية تحت غطاء حماية وتحصين دول الخليج من الخطر الإيراني، والسيطرة على الممرات المائية ومصادر الثروات الاقتصادية والأسواق المالية، إضافة إلى الشروع فى استيطان آلاف اليهود في دول الخليج العربي، وبذلك يصبح العالم العربي تحت السيطرة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية. ويعني ذلك أن مقاومة المشروع الصهيوني الاستيطاني العنصري لن تبقى محدودة داخل فلسطين بل تمتد في كل مكان من أرجاء العالم العربي؛ لذلك نقول مقاومة الإحتلال الإسرائيلي يجب أن تستمر وتنتقل من جيال إلى جيل، حتى ينتهي الإحتلال بكل مكوناتها وهو إلى الزوال ينتهي الإحتلال على غرار إنتهاء الإحتلال النازي بقيادة هتلر، ونظام العنصري في جنوب إفريقيا الأبارتايد، وسوف تنتصر إرادة الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال عمران الخطيب Omranalkhateeb4@gmail.com

البوابة 24