البوابة 24

البوابة 24

في دائرة الضوء (الحصار المالي والإنسداد السياسي)

الكاتب الصحفي جلال نشوان
الكاتب الصحفي جلال نشوان

الكاتب الصحفي جلال نشوان

منذ فترة طويلة وشعبنا الفلسطيني يتعرض لحصار مالي ، انعكس بالسلب على كافة مناحي الحياة ، كل ذلك لأن شعبنا وقيادته رفضوا صفقة القرن وفي ذلك الوقت أعطي ترامب تعليماته للأصدقاء والعرب بإيقاف المساعدات عن شعبنا ، وكل ذلك ترافق مع قرصنة أموال الشعب الفلسطيني المستحقة لنا على الجانب الصهيوني ،

غابت الكرامة ، ونجحت قوة المال ، وسطونه فهاهي الولايات المتحدة الأمريكية تنهب الأموال العربية ، وتسخرها لقهر الشعوب وتدمير مقدراتهم ، فالحكام العرب ما يهمهم فقط الحفاظ على عروشهم المتهالكة ، كيف لا ؟ وقد تخلوا عن مقدساتهم ورضخوا للإدارة الأمريكية بحصار الشعب الفلسطيني مالياً وسياسياً ، وهنا يداهمنا السؤال التالي : لمصلحة من يتم حصار شعبنا مالياً وسياسياً في الوقت الحالي ؟

لن ننسى عندما أمر الطاغية ( ترامب) الدول العربية بوقف الدعم عن شعبنا ، ولم يكتف بذلك بل جفف الموارد المالية عن( الأنروا ) ودائماً الحجة جاهزة وهي أن الأنروا تنخر في إداراتها الفساد !!!!!!!!!!

لقد استطاع (الإرهابي نتنياهو ) إقناع إدارة ترامب الصهيونية بتبهيت مبادرة السلام العربية وصياغة المشروع السياسي القذر ( صفقة القرن ) وللأسف تفاعلت مع ذلك المشروع الدول العربية ، لكن شعبنا وقيادته الشرعية وكافة مكوناته السياسية رفض المشروع الصهيوأمريكي ، وأصبحت صفقة القرن من مخلفات الماضي

حقاً : نجح المال وغابت الكرامة والنخوة العربية ، ولكن شعبنا الأصيل صمد وتحدى كل تلك المشاريع التي أخرجها الإرهابي نتنياهو من بنات أفكاره

لقد تخلت الدول العربية عن قضيتهم المركزية ، قضية فلسطين واستطاعت الولايات المتحدة الأمريكية تغيير المسار السياسي العربي ، حيث رسمت للحكام العرب مسارا ً سياسياً انهزامياً ، مسار التطبيع مع دولة الكيان الغاصب

و سرعان ما أبعدت هذه الدول عن تلك المبادرة ومضمونها الكامن في تطبيقها وربطه بتطبيع كامل مع الاحتلال، وذلك بعد ان هيمنت الولايات المتحدة على مصادر دخل العديد من الدول فنهبت المال وحاصرت دول كثيرة وفرضت عليها قيود من أجل تجويع شعبوها لاركاعهم وتمرير كل المخططات الصهيوأمريكية على المنطقة هذه المخططات التي ستسقط كل المنطقة العربية بيد الاستعمار وأدواته (سايكس بيكو 2 )

فبعد تبجح بعض حكام العرب واعلانهم عقد صفقة مع دولة الاحتلال في تحالف أمني عسكري تجاري كأكبر اختراق تنفذه أمريكا والكيان الغاصب معاً للموقف العربي الموحد، هذه الخطوة العلنية التي جاءت في هذا الوقت بالذات الذي تمر فيه كل الدول العربية بأسوأ حالاتها مُنذ تأسيسها ، فـ الحالة الاقتصادية المتردية لشعوب المنطقة بأسرها حيث أصبح مصير تلك الدول معلق بأمريكا " فإن رضيت أمريكا عن مواقف هذه الدول تفتح جداراً بسيطاً من الحصار وإن لم ترضى تشدد خناقها من أجل إرضاخ تلك الدول وإشغال شعوبها بالتفكير فقط بلقمة العيش وكيفية الخروج من هذه الحالة المعيشية الصعبة ويُبعدُ تفكيرهم عن القضايا السياسية والوطنية !!!!!!

ولعل أسوأ ما تمر به هذه الدول وأنظمتها الهشة من حالة تردي واضح هو استخدام أمريكا الأموال والمقدرات العربية لدعم مخططاتها ودعم دولة الاحتلال وتجويع شعوبنا العربية ومحاصرته.

ومنذ تأسيس دولة الكيان وهي تبحث عن ثغرات للدخول الى الدول العربية لعقد اتفاقيات تؤمن وجودها وتشرعن ممارساتها بحق قضيتنا وشعبنا وقد نجحت في العديد من محاولاتها فدخلت بعض دول الخليج بشكل سري وصلت المغرب أيضاً وعقدت اتفاق سلام مع مصر والأردن ومنظمة التحرير، واتخذت من هذه الاتفاقات نقطة انطلاق نحو المزيد من العلاقات مع دولنا العربية للتخلص من التزاماتها اتجاه القضية الفلسطينية لتفرض حلولاً على مقاسها ولتخلي مسؤوليتها عن احتلال أرضنا وشعبنا وكي تمعن في سياسة الضم لأراضينا دون أدنى مسؤولية عن شعبنا - أي أنها تُريد السيطرة على معظم أراضينا خالية من سكانها - وبالتالي تُريد عزل شعبنا في كانتونات على غرار ما كان موجود زمن الدولة العنصرية في جنوب أفريقيا.

لن ينسى شعبنا ما حدث في الجامعة العربية ، حيث رفض العرب ، إدراج بند التطبيع ، الذي من شأنه إدانة تفرد الإمارات بعقد اتفاق مع دولة الاحتلال ـ، فالتطبيع يثقل كاهل قضيتنا و يضعف موقف شعبنا وقيادته في مواجهته المخططات الصهيونية الاستعمارية، فيما لم يجروء الأمين العام ولا الدول العربية إضافة هذا البند خوفاً من قطع المعونات التي تتلقاها هذه الدول وهذه الجامعة من دولة الامارات وبالتالي نجح المال بالتغلب على كرامة الأمة وسقطت الجامعة سقطة مدوية اذ أنها لم تعد تحترم قرارتها التي اتخذتها في موضوع الصراع العربي الاسرائيلي، فكيف لأي دول أخرى أن تحترم هذه القرارات

إن الجامعة العربية التي تشكلت بارادة عربية من أجل تكوين جسم عربي جامع لمتابعة أمور تلك الدول ومعالجة كل القضايا الخلافية التي قد تنشأ بين أعضائها، إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً كان أول فشل لها في التعامل مع قضية احتلال العراق للكويت وكيف أنها وقفت مع التحالف الغربي ضد دولة عربية، هذه القضية التي هي من اولى أولويات هذه الجامعة للعمل على حلها داخل البيت العربي لا أن نستعين بالغرب لكي نستقوي على دولة عربية وفتح الأبواب كلها أمام الاستعمار الحديث كي يسيطر على مقدرات أمتنا وبطلب من الأنظمة

حكومة بينيت حكومة مستوطنين ، تتكون من عصابات من القتلة والفاشيين ، ولاتؤمن بعملية السلام ، واذا كانت الأنظمة قد عن تخلت عن قضيتها المركزية ، قضية فلسطين ، فهذا شأنهم ، ولن نُعيره أي إهتمام

وسيبقى شعبنا وقيادته على الجاهزية التامة وسنبقى نخوض هذه المعركة الأخيرة مع الاحتلال ولن توقف المسيرة إلا داخل أسوار القدس محررة، وسنعيد لشعبنا ولأمتنا أمجادها وستنهزم كل أنظمة الخنوع والرضوخ وستنتصر شعوبنا على الظُلم والقهر والاستبداد وستختفي كل تلك القيادات التي قبلت لنفسها أن تكون إلعوبةً بيد أمريكا ودولة الاحتلال.

الحصار المالي والإنسداد السياسي لن يفت في عضدنا ، ظناً منهم أن شعبنا سيسلم الرٱية ويبدو أنهم لم يعرفوا الشعب الفلسطيني ، قشعبنا لن يخضع للإبتزاز ، مهما كلف الثمن من تضحيات

البوابة 24