فلسطين - البوابة 24
كشفت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس، معلومات وتفاصيل جديدة حول قصف الطائرات الإسرائيلية، برج الجلاء، خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، والذي يضم العديد من المؤسسات الإعلامية والشركات الاعلانية، أبرزها وكالة أسوشيتد برس وقناة الجزيرة.
ونقلت صحيفة "هآرتس"، عن مصادر إسرائيلية لم تسمها، أن الحكومة الإسرائيلية أعدت ملفاً استخباراتياً بأثر رجعي، حول تفاصيل قصف البرج، وسلمته للإدارة الامريكية برئاسة جو بايدن، مؤكدة في الملف أن الجيش الإسرائيلي لم يكن يمتلك معلومات كافية حول البرج وماذا يضم.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن مسؤولون في حكومة الاحتلال، أعربوا عن تخوفهم من الضرر الذي سيلحق بالعلاقة الإسرائيلية الامريكية، اذا ما تم عرض التقرير على الإدارة الامريكية، مشيرين إلى أن القضية الأمنية بين الطرفين سيتم الاضرار بها.
ووفقا للصحيفة، فإن اليوم التالي من قصف البرج، أجرى جو بايدن، الرئيس الأمريكي، مكالمة هاتفية مع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، زعيم المعارضة في الكنيست حاليا، وأعرب عن استيائه من اقدام طائرات الاحتلال على قصف البرج الذي يضم المؤسسات الإعلامية والشركات الإعلانية.
بدورهم، طالب مسؤولون في الإدارة الامريكية، المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أي دليل على أن حركة حماس كانت تتصرف بطريقة تدفع الطائرات الإسرائيلية الى قصف البرج، ولكن لم يكن هناك أي دليل، كما أن أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، أكد حينها أنه لم يتلق أي معلومات استخباراتية تفيد بضرورة قصف البرج.
وكات صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، قد نشرت تقريراً على لسان مصادر لم تسمها، يحتوي تفاصيل جديدة لقصف برج الجلاء وسط مدينة غزة، مؤكدة بأن صحفيين ابلغوا جهات عسكرية إٍسرائيلية، بأن البرج يضم وسائل إعلامية دولية بينها وكالة أسوشيتد برس وقناة الجزيرة، الا أن الجيش الإسرائيلي لم يأبه بهذه البلاغات واستعد لقصف المبنى.
وفي السياق ذاته، أكدت الصحيفة الإسرائيلية أن الصحفيين بدأوا يتلقون رسائل تحذيرية تطالبهم بمغادرة برج الجلاء، لافتة إلى ان قيادة الجيش واصلت الهجوم على المبنى رغم أنه كان هناك مطالبات من جهات امنية إسرائيلية مختلفة بمنع الهجوم، كونه سيلحق ضرراً كبيرا.
ووفقا للصحيفة، فقد أشار المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن المعلومات الاستخبارية التي وصلت الجيش حول وجود وكالات أنباء داخل البرج، كانت معروفة.
وفي اطار مواصلة الكشف عن المزيد من المعلومات حول قصف البرج، فقد أكدت الصحيفة أن المواطنين قد تلقوا تحذيرات بمغادرة المبنى قبل قصفه بساعة ونصف الساعة، لافتة في الوقت ذاته إلى أن الصحفيين ومالك المبنى، حاولوا اقناع جهات في الجيش الإسرائيلي بمنع الهجوم او السماح لهم بإخلائه على الأقل.
وبحسب "هآرتس"، فقد بدأت المعلومات الاستخبارية الجديدة تصل الى قيادة الجيش الإسرائيلي، بوجود وسائل إعلامية دولية داخل برج الجلاء، ولكن بعد أن فصح مسؤولون في شعبة الاستخبارات الإسرائيلية، هذه المعلومات، فقد أكدوا انه ليس معلوما لديهم بوجود هذه المقرات الإعلامية داخل البرج.
وأشارت المصادر لصحيفة "هآرتس"، إلى أنه بالرغم من المعلومات الاستخبارية الجديدة التي وصلت الى مكتب رئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال، أفيف كوخافي، بوجود الوسائل الإعلامية داخل البرج، الا أنه تقرر عند الساعة الثالثة بعد الظهر، قصف البرج.
وزعم جيش الاحتلال، بأن وسائل الاعلام كانت تستخدم كدروع واقية بشرية لحركة حماس، من أجل منع استهداف وسائل السايبر التي كانت موجودة داخل البرج، وبينها أدوات تشويش "GPS".
وبحسب الصحيفة، فقد تم تدمير البرج بالكامل عند الساعة 3.17 دقيقة، حيث استخدمت الجيش الإسرائيلي قنابل من الوزن الثقيل.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، بأن البرج كان يعتبر قاعدة عمليات استخباراتية مهمة للمقاومة الفلسطينية، مدعيا في الوقت ذاته أنه استخدم لصنع الأسلحة، وان حركتي حماس والجهاد استغلتا التحذير قبل الهجوم لإخراج المعدات منه.
وفي إطار محاولات الجيش الإسرائيلي لتبرير الهجوم، زعم الناطق العسكري حينها، هيداي زيلبرمان، أنه تم التأكد بنسبة 100% بوجود موارد عسكرية تابعة لحركة حماس في برج الجلاء بغزة.
من جانبها، هاجمت الإدارة الامريكية، اقدام طائرات الاحتلال الإسرائيلي على قصف برج الجلاء، مؤكدة في الوقت ذاته عدم اقتناعها بالتبريرات الإسرائيلي لقصف المبنى، مؤكدة أنه كان على إسرائيل التأكد من سلامة الصحفيين ووسائل الاعلام قبل قصف البرج.
بدوره، وصف المسؤول عن تحقيق الجيش الإسرائيلي حول التأثير الإدراكي للعدوان، اللواء في الاحتياط نيتسان ألون، قصف برج الجلاء بأنه كان "عملية عدائية إدراكية وهدف ذاتي"، بحسب صحيفة "هآرتس".
وفي السياق، نقلت الصحيفة الإسرائيلية، عن مصدر أخر، بأن عملية قصف البرج جاء بموازانة عملية المترو العسكرية لتدمير أنفاق حركة حماس، زاعما في الوقت بأنها بدأت بشكل جيد.