بقلم: هادي الأحمد
قصة بسيطة تحكي واقع الحال بصدق، يعكس الحقيقة كاملة دون نقصان لطبيعة الحياة بين الانسان الفلسطيني واليهود او ما يعرف الان بالمواطن الاسرائيلي :
في فلسطين أرض الخير والاصالة نشأ ( وفي ) كان بالامس طفلا لكنه مع مرور ايام العمر صار شابا يافعا قوي البنية، راح يبحث عن فرصة عمل بحث يومي سؤال واستفسار الى أن قرأ اعلانا في احدى الصحف الاسرائيلية ، عنوانه مطلوب شاب عربي للعمل لدى عائلة اسرائيلية تقطن في احدى المستوطنات الموجودة في أرض الضفة الغربية، تردد ( وفي ) تملكه رعشة ولحظات تفكير ، لكن ما باليد حيلة والحياة نفسها تحتاج الى نفقات ومصاريف اجابه عقله بعد يوم كامل من التفكير العميق لم ينم فيه الا بضع ساعات قليلة، : لماذا لا تذهب وتجرب حظك ؟ ربما التجربة لن تخسرك شيئا ؟ وبالفعل امسك بهاتفه وقام بالاتصال مع صاحب الرقم المنشور مع الاعلان
وفي : ألو انا وفي مين معي بنبرة قوية جدية ؟
يتسحاق: ويعرف الحديث باللغة العربية ويجيب : يتسحاق ماذا تريد؟
وفي: قرأت الاعلان في الجريدة وانتم تطلبون موظفا عربيا للعمل لديكم ؟
يتسحاق: نعم بعد تردد هذا صحيح ولكن هل لي بسؤال؟
وفي : تفضل
يتسحاق : هل انت قادر على تحمل عبئ العمل ومشاقه؟
وفي: تنتابه لحظة صفنة وسكون ؟ نعم سأقدر باذن الله
يتسحاق: يا وفي الظاهر انك شجاع احفظ العنوان وتعال في هذا الوقت
وفي: سافعل باذن الله
بعد مرور ثلاثة أيام يذهب وفي الى العنوان ويتصل على نفس الرقم
يتسحاق: يرد على الاتصال وفي ساخرج الى الباب انتظر قليلا
يقف وفي امام باب البيت الرئيسي تمر الدقائق وبعد حوالي ساعة كاملة يظهر رجل ذي ملامح اوروبية يصرخ بنبرة استعلاء : يا وفي تعال اقترب ، ينظر وفي اليه يستجمع قوته ورباطة جأشه ويعبر الممر حيث يقف يتسحاق يقف امامه الان عربي واسرائيلي وجها لوجه،
يتسحاق: قلت سوف تتحمل عبئ العمل سوف نرى ذلك ؟ يمشي الاثنان معا حيث مساحة كبيرة خلف منزل يتسحاق تقدر بحوالي 4 دونمات من الارض فيها اشجار متنوعة ومزرعة للدجاج ، يتحدث يتسحاق الى وفي : هل كونت فكرة عن طبيعة العمل؟
يرد وفي: اعتقد ذلك تريد مني ان اعمل في هذه المزرعة ؟ يرد يتسحاق : نعم هذا صحيح ولكن ليس اي عمل عادي؟ اريد منك ان تجعل المزرعة نموذجية نافعة مفيدة تدر علي ارباحا اكثر اشتغل بكل قوتك بكل طاقتك هل فهمت ذلك
وفي: بدون صراخ وحقوقي وراتبي ؟
يتسحاق: اشتغل اول بس أشوف شغلك بنتفاوض انت الان في مرحلة تجريبية
وفي: يبدأ العمل ويواظب عليه ينتهي من تبعاته في السابعة مساءا كل يوم، يعود الى بيته منهكا تعبا، لا يشتكي مرت الايام يأكل وفي من ماله الخاص لم يفتح معه يتسحاق موضوع راتبه ابدا يأتي اليه يراقبه بعناية وينصرف،
يتسحاق للحاخام اثناء لقائهما معا: العربي يعمل بجد ههههههههه العرب اوفياء مخلصين لقد بدأ الجد معه ويتابع ظحكاته مع الحاخام الذي يقول له: لا تأخذك الشفقة معه ابدا يتسحاق اسمع كلامي
يتسحاق يزور المزرعة يقرر اخذ اجازة من عمله الاصلي والتفرغ لمراقبة وفي، وتتابع الايام مرورها الزمني يعترض يتسحاق على كل شيئ يؤديه وفي لايعجبه شيئ منه ابدا يعمل وفي وينجز ويتسحاق يخرب العمل والانجاز متعمدا، وبمواصلة ذلك يماطل في بحث موضوع حقوق وراتب وفي ويأخر الوقت دائما،
وفي احدى الليالي يعاود يتسحاق لقاء نفس الحاخام ومعه ايضا ضابط في جيش الكيان الاسرائيلي يتحدثون ويتحدثون واثناء الحديث تأتي سيرة المزرعة ووفي ،
يقول الضابط : عذبه اكثر يا يتسحاق اجعله يحلم بك اجعله يصدق ان حياته بيدك انت؟
مر الان شهرين كاملين والحال نفسه لم يتغير ، وفي الاثناء يتسحاق يمر بالزرعة يحاول مظايقة وفي تدمير انجازه كالمعتاد واذا به يتعثر بحجر كبير يسقط على الارض يصرخ من الوجع والألم ينادي بأعلى صوته ؟ لم يسمعه الا واحد فقط هو وفي يركظ وفي اليه يرى جرحا في رجله ويقوم بسرعة باحضار دلو الماء ويمزق قميصه ويمسح الجرح ويعمل على تنظيفه ويشعل نارا ويقوم بتعقيم سكين لديه وفورا يضعها على الجرح الملتهب يروح يتسحاق في صرخة مدوية عالية ربما اسمعت المستعمرات المجاورة كلها، ويغيب عن الوعي!!!!!!!!!! يسحبه وفي الى داخل مزرعة الدجاج يريحه على ترابها المنظف بعناية بأيدي وفي الطيب،، يغطيه باغصان بعض الاشجار المقلمة بعناية وبايدي وفي ايضا!!! يمر الوقت ويحين الليل يبدأ يتسحاق بالحركة والاستيقاظ اخ اخ الم الم ماهذا ينظر يمينا شمالا لا يجد امام نظره الا ذلك الشاب الطيب وفي ، يعاود يتسحاق النظر حوله والى نفسه ويطلب من وفي موبايله وبصعوبة يتصل بزوجته !
يتسحاق: هلو سارة هل تسمعيني انا في المزرعة حيث الدجاج تعالي بسرعة
سارة : ينتابها خوف تركظ مسرعة حيث مخزن الدجاج يتسحاق ماذا فعل بك هذا العربي الفلسطيني ؟ سوف استدعي الشرطة له
يتسحاق: سارة اسمعيني ويتكلم يتسحاق بصعوبة ، خلال المدة الماضية اهنت وفي صعبت حياته عمدا حاولت اذلاله وقهره ، سقطت فجأة اليوم صباحا متعثرا بحجر هل تعرفي من انقذني وعقم جرحي انه وفي يا سارة
!!!! نعم وفي الذي سرقنا أرضه وارض شعبه الفلسطيني الطيب ، سارة من اليوم من الان قررت قرارا سأعود حيث بلدي الاصلية في اوروبا
سارة : ماذا تقول لا بد أنك تهذي من شدة الالم ؟
يتسحاق : لا يا سارة هذا قرار وعليكي مشاركتي به
يتصل يتسحاق بالاسعاف لنقله الى المستشفى ويحضر طاقم الاسعاف يرمقون وفي بنظرات شريرة يحملون يتسحاق الى المستشفى على النقالة المخصصة، ويبدا مرحلة العلاج لحظات عصيبة ووفي لازال على العهد به وفيا لعمله ، اسبوع كامل يعود بعده يتسحاق الى منزله يطلب وهو في السرير زوجته سارة ينادي عليها تحضر تقف امامه ، لقد اتخذت قراراي يا سارة سرقنا ارض العرب ارض الفلسطينيين وانظري موقفهم الاصيل منا نحنا بنو اسرائيل ، عالجني ونحن نقتلهم نسرقهم نفتري عليهم؟ سأجري اتصالا امامك يا سارة مع الحاخام
الو الحاخام موشيه : نعم انا ماذا تريد يا يتسحاق ؟
يتسحاق: اريد القول والكلام وباختصار من الان من هذه اللحظة لن اعود صهيونيا ابدا
الحاخام موشيه: ماذا تقول ؟
يتسحاق: قلت لك انا لم اعد صهيونيا الا تفهم اريد العيش بهدوء ، الدين اليهودي دين والدين يرفظ العنف والهمجية
لا تحاول الاتصال بي مرة اخرى لا انت ولا اي احد من طرفك اشعر بالقرف منكم ؟؟؟
اغرب عن وجهي يا موشيه؟؟ الفلسطينينين افضل منا وهذه ارضهم هذه الحقيقة التي حاولنا طمسها ولم ننجح ؟ ويغلق يتسحاق الهاتف ويكلم زوجته سارة
سارة: لقد قررت العودة الى اوروبا حيث بلدي الاصلي نادي على وفي حالا
يحضر وفي ويقف امام سرير يتسحاق وزوجته سارة حاضرة للموقف
يتسحاق: وفي لا تقاطعني اعرف كل ما تريد قوله ، هذه الورقة مكتوب فيها تنازل منى لك عن بيتي ومزرعتي يا وفي الان اعيد الحق الى صاحبه الشهم الاصيل؟ نحن الاسرائيلين شعب عاثر مادي ذي معتقدات خاطئة وتفكير بائس؟ اسف يا وفي ربما لن يسمع باقي الاسرائلين ولن يعملوا يمضمون هذه الورقة لكني قد عرفت الحقيقة ولست قادر على تغييرعقول شعبي بأكمله لكن على الارجح سيأتي يوم يعرف كل اسرائيلي جنون عقله .
ياسارة كل فلسطيني له الحق في أرضه نحن ظيوف على هذه البلد على فلسطين ولم نحسن معايير الظيافة بالنسبة لكل ظيف
تسكت سارة وتقول امام وفي سأرحل مع زوجي قال الحقيقية التي يرفضها الحاخام واتباعه خذ الورقة يا وفي وقل كم هو اجرك عن عملك؟
وفي : ان كان لي اجر فلا اريده فالعمل عندنا نحن المسلمين عبادة يمنحنا الله اجرها من عنده، اجري اخذته باعترافكم بالحقيقة وهذا يكفي واتمنى ان تثبتوا عليها ولا تتغيروا ؟
يتسحاق: وفي هذه ارضك صدقني لن اتغير ولا اتبدل .
يغادر وفي منزل يتسحاق وعيناه تدمعان لماذا ؟ لان الفلسطيني اليوم كما هو دائما اسد العروبة كلها هو حبة الزيتون هو برتقال يافا هو الاصالة والاصل الطيب دائما .
