بقلم:الصحفي نبيل عبد الرازق
بلا ادني شك فقد وصلت ايران الي منطقة اللاعودة في برنامجها النووي… لا مفاوضات فينا ولا اي اغراءات او عروض اقتصادية ستوقفها،،، ان لدي ايران الفارسية احلام وطموحات وربما اطماع تتجسد علي ارض الواقع بالتدخلات الاقليمية في دول المنطقه تدفعها باتجاه تطوير ترسانتها العسكرية ولا يكتمل طموحها الا بامتلاك القنبلة النووية ،،، لن تتوقف ايران عن تطوير برنامجها النووي من خلال تخصيب اليورانيوم للوصول الي اعلي درجه به وهي علي وشك ملامسته كما يجمع الخبراء…
لم يكن تحمل ايران للعقوبات الدولية والحصار الاقتصادي ومحاولة تأليب الشارع الايراني علي النظام الحاكم لتقبل ايران بصفقة اقتصادية حتي ولو كانت كبيرة ومغرية…. فهي استطاعت ان تتعايش مع هذا الواقع مع علمها المسبق بأن هذا الاندفاع نحو النادي النووي سيكون علي حساب التنمية والازدهار والرخاء للشعب الايراني،، سرقة الارشيف النووي وعمليات الاغتيال للعلماء الايرانيين وعمليات التفجير في بعض المنشاءات والاختراق الالكتروني لانظمة الحاسوب والضربات التي يتلقاها الحرس الثوري في سوريا لن توقف ايران عن السير قدماً في تطوير برنامجها النووي…
المرشد الايراني وهو اعلي سلطة في ايران عبر وبشكل واضح عن رغبة بلاده في امتلاك المعرفة النووية .. فهل يتوقف الامر علي الوصول للمعرفة وتكتفي بإمتلاكها فقط؟؟ وهل امتلاك السلاح النووي كفيل بتحقيق الطموحات لدي النظام الحاكم في ايران!!؟؟؟ لا اري ذلك ،،، فلدينا نماذج سابقة في عالمنا ،، نموذج الكوريتين كوريا الشماليه والتي تمتلك السلاح النووي ولكنها تعاني الحصار السياسي والاقتصادي وتحكم بالقوة الفولاذية وتصادر الحريات ويعاني شعبها الويلات وكوريا الجنوبية والتي تمتلك التكنولوجيا الصناعية والشركات العالمية التي تنافس بها في السوق العالمي سواء بصناعة السيارات والقطارات والاجهزة الاكترونية والكهربائية وتمتلك المفاعلات النووية السلمية ويعيش شعبها برفاهية ولم تستنزف نفسها في سباق التسلح وامتلاك سلاح الدمار الشامل،، لدينا الهند وباكستان وهما في مصاف الدول التي تمتلك السلاح النووي ولكن لننظر الي حياة المواطن في هذه البلاد ومستوي المعيشة البائس.. فما الذي يضيفه امتلاك اي دولة للسلاح النووي سوي دفعها باتجاه العدائية وحب السيطره والهيمنة،،، هل استطاع السلاح النووي لكوريا الشمالية ان يحميها من الحصار والعزلة ويدفع باقتصادها الي مصاف الدول المتقدمة الكبري؟؟؟ لا ولنشاهد كيف ان دولة كدولة الاحتلال الاسرائيلي تمتلك الرؤوس النووية ..
كيف تقف عاجزة امام الانتفاضات الشعبية والمسيرات السلمية والمواجهات اليومية مع الشعب الفلسطيني الذي يناضل ويقاتل من اجل حقوقه الوطنية !!! حتي وان امتلكت ايران السلاح النووي .. هل سيغير من واقعها السياسي والاقتصادي بشئ؟؟؟ سوي ان يزيد اعضاء النادي النووي الدولي رقما جديداً،،،،ويبقي ايران في حالة عزلة مع دول الجوار وشك وريبة من قبل هذه الدول ومنع اقامة علاقات طبيعية تساهم في صنع السلام والاستقرار في المنطقة وتفتح الابواب علي مصراعيها لمحاولة دول اخري الحصول علي السلاح النووي بشتي السبل،،، ان المعرفه النووية وامتلاكها لاغراض سلمية وبناء المفاعلات النووية السلمية لهو حق لكل الدول من اجل الحصول علي الطاقة والكهرباء وهذا ما أقرته الامم المتحدة .. اما ان يتم استغلال امتلاك بعض الدول للتكنولوجيا النووية وتصنيعها لاسلحه الدمار الشامل فهذا يدفعها باتجاه ان تري نفسها فوق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ودولة الابرتهايد اسرائيل اكبر دليل علي ذلك،،، ولكن لتستقيم الامور وتبني الثقة لابد للمجتمع الدولي الذي يطالب ايران بوقف برنامجها وطموحها النووي ان يكون علي مسافه واحده مع كل الاطراف ،،،ليفرض العقوبات ويحاصر ويقاطع دولة الاحتلال الاسرائيلي التي لديها اكبر ترسانة عسكرية نووية في الشرق الاوسط…دون ذلك يبقي سياسية الكيل بمكيالين سيدة الموقف ويعري الموقف الدولي ويضعفه لصالح ابقاء التوتر والصراع علي اوجه في منطقة الشرق الاوسط خاصة وفي العالم اجمع.
