البوابة 24

البوابة 24

قصة نجاح "نيدهي ياداف" وعلامتها التجارية "AKS"

"نيدهي ياداف" مهندسة برمجيات هندية تعمل في شركة "Deloitte" العالمية، وفجأة تتحول المهندسة إلى مجال الموضة والأزياء ثم تبني علامة تجاريـــــــــــــــــــة "AKS" في سنوات قليلة بقيمة تتخطى 137 كرور روبية (1 كرور يساوي 10 مليون روبية). وتتواجد منتجاتها اليوم في دول عديدة، مثل: سنغافورة، الهند، ماليزيا، وغيرها... فما السر وراء هذا التحول؟ وكيف أصبحت سيدة أعمال بعدما كانت موظفة عادية كغيرها من ملايين البشر؟ وما هي التحديات التي واجهتها في طريقها؟ كل هذه الأسئلة وأكثر ستجدون إجاباتها فيما يلي: مجرى الحياة قد يتغير بسؤال: سُئلت "نيدهي ياداف" ذات يوم: متى كان آخر يوم استمتعت فيه بالذهاب إلى عملك؟ وكان ردها مفاجئًا: لم يحدث أبدًا أن استمتعت بعملي! فكّرت المهندسة التي كانت تعمل آنذاك بشركة عالمية مرموقة: أيعقل أن أعمل عملًا ولا أشعر بالمتعة تجاهه؟! ولماذا لا أعمل ما أحب؟! وبعد حوار طويل مع ذاتها قررت أن تستقيل من وظيفتها ثم سجّلت في دورة تدريبية لصناعة الأزياء بإيطاليا! وكان لقرارها هذا وقع الصاعقة على عائلتها وأصدقائها. السر يكمن في الشغف: تقول "نيدهي ياداف": خلال سنوات الدراسة كنت أقضي إجازتي الصيفية في رسم الفساتين؛ ولكنني اعتقدت حينها أنها هواية فقط؛ ولن تدرَّ علي ربحًا. فتابعت طريقي التقليدي حتى حصلت على درجة البكالوريوس في التكنولوجيا وعلوم الكمبيوتر (2008م) وعملت بعدها في مجالي هذا إلى أن قررت التخلي عنه نهائيًا، ومتابعة شغفي. الرحلة ومصاعب الطريق: سافرت "نيدهي ياداف" من الهند إلى إيطاليا، وبدأت في حضور دورتها التدريبية في الأزياء وكانت الدورة لمدة عام واحد. وبعدما اجتازت هذه الدورة بنجاح قررت بناء علامتها التجارية "AKS" على غرار (Prada). يذكر أن "نيدهي" عُرِض عليها العمل في بيوت أزياء عالمية شهيرة، مثل (Gucci)، و(Emilio Pucci) غير أنها قررت العودة إلى وطنها وتحقيق حلمها الخاص هناك. في عام 2012م، تزوجت "نيدهي" من "ساتبال ياداف" وفي عام 2014م كان لديها ابنة رضيعة لم يتجاوز عمرها سبعة أشهر؛ ورغم هذا كانت تريد بناء علامتها التجارية ولمّا عرضت الأمر على زوجها لم يقف عقبة في طريقها، وقرر أن يساعدها حتى إنه سافر معها إلى شرق الهند؛ حيث تقع المدينة الوردية "جايبور" وابتاعا معًا القماش بنيّة الشروع في عمل تصميمات الملابس. في البداية، جعلت "نيدهي" من منزلها مخزنًا للقماش، وبدأت العمل.. كانت ترسم التصميمات، ثم تصنعها بيديها وتقوم بعرضها على الإنترنت. وعندما يطلب عدد كافٍ من الأشخاص منتجاتها تقوم بإرسال التصميمات إلى مصانع الملابس الكبرى لإنتاج الكميات المطلوبة؛ ولكن هذه المصانع أبت أن تعمل على عدد أقل من 200 قطعة للتصميم الواحد، وهنا كانت المشكلة؛ إذ إن حاجة "نيدهي" كانت لا تتجاوز 25 قطعة للتصميم الواحد نظرًا لقلة حجم الطلب.. فما الحل؟ لم يكن أمامها سبيل آخر سوى الموافقة على شروط المصانع ونتيجة لقرارها هذا خسرت الكثير بسبب مئات القطع التي لم تجد من يشتريها. لم تستسلم "نيدهي"، وبحثت عن مصانع أخرى في مدن مختلفة حتى وجدت ثلاثة مصانع قبلت بشروطها هي.. وهنا كان النجاح في انتظارها. بعدما حققت معروضاتها شهرة لا بأس بها في عالم الأزياء ازداد الطلب على منتجاتها؛ فعمدت إلى انتهاج أسلوب غيّر فكرة الموضة العالمية؛ هذا الأسلوب يعتمد على الندرة؛ حيث تنتج تصميمات جديدة كل 15 يومًا وبكميات وأعداد قليلة؛ فيكون العميل مضطرًا إلى حجز القطعة التي أحب تصميمها حتى لا يأخذها عميل آخر... فكرة الموضة السريعة والكميات القليلة هذه جعلت من "نيدهي ياداف" صاحبة شركة يعمل فيها اليوم أكثر من 110 موظفًا، ومن المتوقع أن تبلغ قيمتها السوقية بنهاية 2021م حوالي 165 كرور روبية. التوصيات: _اكسر قيدك ولو كان من ذهب. _اتبع شغفك. _اعمل ما تحب حتى لو اعترض من حولك. _لا تحارب وحيدًا. _اختر بعناية من يشاركك رحلة الحياة.

البوابة 24