بقلم/ رامي شعلان
بعد الإغلاق الذي فرضه فيروس كورونا على العالم، نما قطاع الألعاب الإلكترونية بشكل غير مسبوق حتى إن حجم هذا القطاع قُدِّر بنهاية 2021م بحوالي 180 مليار دولار ومن المتوقع أن يزداد هذا الرقم ليصل إلى 268.8 مليار دولار بحلول 2025م؛ مدفوعًا بزيادة الطلب وارتفاع أعداد اللاعبين (2.5 مليار لاعب حول العالم).
لم يكن الشرق الأوسط بمعزل عما يحدث؛ فقد دفعت الجائحة الأفراد إلى المكوث في منازلهم وكان على هؤلاء إيجاد طريقة لتزجية الوقت وكانت الألعاب الإلكترونية خير وسيلة للترفيه خلال تلك الفترة؛ ونتيجة لذلك فقد ارتفعت قيمة سوق الألعاب الإلكترونية في الشرق الأوسط لتبلغ 6.3 مليار دولار علمًا بأن دول مجلس التعاون الخليجي قد استحوذت وحدها على 821 مليون دولار من هذا الرقم الكبير.
السعودية أكبر سوق للألعاب الإلكترونية في المنطقة: تعد السعودية أكبر سوق للألعاب الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط، وتحتل المركز التاسع عشر في قائمة الأسواق العظمى للألعاب الإلكترونية؛ ولعل ذلك راجع إلى ما يلي:
إنشاء الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية.
وجود أكثر من 35 ناديًا مُسجَّلًا للألعاب الإلكترونية بالمملكة.
تتصدر السعودية المركز الثالث في مجموعة دول العشرين من حيث القدرات الرقمية.
وجود بنية تحتية قوية للاتصالات.
استضافة بطولات عالمية للرياضة الإلكترونية، مثل: "فورتنايت الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
إصلاحات دائمة للقوانين والتشريعات المشجعة على الاستثمار في المجال الرقمي.
العمل على دخول الرياضة الإلكترونية كمنهج تعليمي بالمدارس والجامعات.
مستقبل صناعة الألعاب في المملكة: لا يخفى على أحد الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية من أجل دعم الرياضة الإلكترونية؛ فقد لاحظنا ضخ أكثر من 3.3 مليار دولار من قبل صندوق الاستثمارات العامة في هذا المجال، وسعي مدينة "نيوم" لأن تكون العاصمة الأولى للرياضة الإلكترونية بحلول عام 2030م.
وتؤكد المؤشرات أن عائدات الرياضة الإلكترونية في المملكة ستتجاوز سقف 600 مليون دولار هذا العام بعدما كانت العائدات لا تتخطى 576 مليون دولار في العام الماضي.
إن المملكة ستسهم إسهامًا حقيقيًا في تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية خاصة مع وجود 3 مليون لاعب محترف وأكثر من 6 مليون لاعب هاو لم يتم تسجيلهم بعد في النوادي الخاصة بهذه الألعاب.
وفقًا لإحصائيات نشرتها منصة "Newzoo" فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يوجد بها حوالي 200 مليون لاعب؛ وهذا سوق كبير ندعو روّاد الأعمال إلى الاستثمار فيه كما ندعو المطورين ومنتجي الألعاب إلى ضرورة إنتاج ألعاب ذات صبغات محلية حتى ينمو هذا القطاع أكثر فأكثر.
