فيلم أصحاب ولا أعز ... كله بيزيط في الزيطة

الصافى عبدالله
الصافى عبدالله

بقلم: الصافى عبدالله

فيلم أصحاب ولا أعز ... كله بيزيط في الزيطة بقلم : الصافى عبدالله كل إنسان في هذه الحياة وجه آخر ألا وهو أسراره الخاصة التى يخفيها عن الآخرين حتى اقرب الناس اليه وتم تناول هذه القضيه في العديد من الأعمال الدرامية والسينيمائية كصورة المرأة الخائنة التى لايعلم عنها زوجها شيء، والرجل الشرقى المحافظ على العادات والتقاليد وحينما يخطيء أحد من أهل بيته يضرب بيد من حديد وهو فى آخر الليل يسهر في الملاهي والحانات ويشرب الخمور والمخدرات ويعاشر العاهرات . كان قديما يكشف البعض عن طريق الصدفة وربما يموت الإنسان ويدفن معه سره الذى لا يعلمه أحد لأن الله أراد له الستر في هذه الحياة الدنيا. ولكن في عصرنا الحالى في ظل التقدم العلمي والتغيرات التى طرأت على العالم وظهور التكنولوجيا الحديثة الكمبيوتر والإنترنت والموبايل الذى يتطور بسرعة البرق أصبح الإنسان منا مجرد رقم في هذا الفضاء الشاسع . لقد أصبح الموبايل حافظة أسرار الجميع كل ما يداريه الإنسان حتى عن أقرب الناس اليه ويخجل أن يظهره في العلن موجود على تليفونه المحمول حتى وإن قام بحزفه يظل محفوظاً في ذاكرة جوجل . فيلم أصحاب ولا أعز حطم الأسوار الشائكة التى يختبىء خلفها الجميع، وتقليدنا الأعمي للمجتمعات الغربية، ناقش قضية المجتمعات الغربية التى تعطى الفتاة الحرية الكاملة في كل تصرفاتها حتى في ممارسة الجنس عند اتمامها الثامنة عشر من عمرها، كشف خيانة المرأة التى تدعى المثالية والفضول والإحتفاظ بالعادات والتقاليد وتحاول السيطرة على ابنتها واقناعها بأن تصرفاتها خاطئة ولا تمت لمجتمعاتنا بصله وهى غارقه في الخطيئة مع صديق زوجها المقرب وزوج أعز صديقاتها، وزوجها صاحب الفكر الأوروبى المتحرر الذى يرفض وضع قيود على ابنته ويريد لها أن تعيش بكامل حريتها كأي فتاة أوروبية . أصحاب ولا أعز كشف الزوج الخائن متعدد العلاقات النسائية الذى لم تسلم منه حتى زوجة أعز أصدقاءه . أصحاب ولا اعز كشف الستار عن ضعف العلاقات الأسرية بعد الزواج، الأزواج لا يتحدثون مع بعضهم البعض ولا يمارسون العلاقات الحميمة لفترات طويلة قد تصل الي عام لأن كل منهم مشغول بالموبايل بدلاً من أن يقضي وقت فراغة مع شريك حياته مما يثير شكوك الآخر ويذيد الحياة تعقيدا بين الطرفين. أصحاب ولا اعز كشف الستار عن قضية المثلية الجنسية . ان كل هذه القضايا هي قضايا واقعيه موجوده في كل المجتمعات ولكن الجميع يخشي أن يتحدث عنها فالجميع يعيش في دور الناصح الأمين الذى ليس له أخطاء وهو يدارى الكثير خلف شخصيتة التى يظهر بها أمام الآخرين، وما خفي كان اعظم . رغم كل الإنتقادات التى وجهت للفيلم بسبب مشهد مني ذكي والألفاظ الخارجه والخادشة للحياء وكان من الممكن تناول الموضوع بشكل أفضل ولكن هذه رؤية صناع العمل والفيلم معروض على أحد المنصات العالمية يعنى محدش أجبر حد انه يتفرج عليه. الفيلم جيد ويستحق المشاهده ويجب مناقشة كل قضية تطرق اليها الفيلم على حده من حيث مدي انتشارها في مجتمعاتنا وكيفية السيطرة عليها . ولكن يعيب على الفيلم أن هناك العديد من الرسائل السلبية مثل مشهد مني ذكي الذي يحمل اسوأ رسالة في الفيلم وأنا هنا اتحدث عن الرسالة وليس المشهد فقد بدأ الفيلم بخلع ملابسها التحتية ووضعها في شنطة يدها وفى نهاية الفيلم أخرجت قطعة الملابس التحتية التى وضعتها في شنطة يدها لتلقى بها بعيداً أسفل السرير في احد جوانب الغرفة وتنهمك في الموبايل وكأنهم يصورون ان حرية المرأة في التخلي عن ملابسها حتى الداخلية منها وهذه هي اسوأ رسالة موجهه للمرأة العربية في الفيلم. والرسالة الثانية حينما طلب زوج مني زكي في الفيلم من صديقة الشاذ رفع قضية على الجامعة التي فصلته بسبب شذوذه الجنسي . اما الرسالة الإيجابية الأخطر والأهم حينما وصلت رسالة صوتية لمني ذكي وبدلاً من أن تفتح الموبايل وتعرض الرسالة للجميع أمسك أحد الأصدقاء بموبايل مني وطلب من جوجل عرض الرسالة أمام الجميع هذا يعكس خطورة جوجل لأنه هو المتحكم في كل المعلومات الموجودة على موبايلك الشخصي ويعلم عنك كل شيء ويقوم بتخزين المعلومات على الشبكة الرئيسية وتظل هذه المعلومات موجوده بشركة جوجل، لكل فرد ملف عبارة عن مجرد رقم يوجد عليه جميع مكالماتك الصوتية ورسائلك الشخصية وايميلاتك وحساباتك البنكية جميع اسرارك التى تخفيها عن الجميع موجودة لدي شركة جوجل التى تظل محتفظه بها حتى بعد وفاتك. انت مجرد رقم يتاجرون بك وبأسرارك ويقومون ببيع هذه المعلومات للأجهزة المخابراتية للدول بملايين الدولارات . الي منتقدي مني ذكي في فيلم أصحاب ولا أعز مني ذكي فنانة وليست داعية دينية وهذا هو الفن يناقش جميع القضايا على حسب رؤية صناع العمل والفنان يؤدي جميع الأدوار ومن كان لديه تحفظات من الفنانين فليبحث عن مجال آخر ومن لديه تحفظات من الجمهور أنت حر في اختيار ما تشاهد ولا أحد يستطيع ان يجبرك على مشاهدة شيء رغم عنك. اغلب من انتقدو الفيلم يخشون من فتح موبايلاتهم يخشون من كشف الوجه الآخر الذى يخفونه عن الجميع وهناك من يغردون دون أن يفهمون شيء واهو كله بيزيط في الزيطة. وأخيرا انتم قدمتم للفيلم والمنصة دعاية لو دفع صناع العمل الملايين من الدولارات لما استطاعوا الوصول إليها لدرجة ان الفيلم أصبح الأول عربيا من حيث نسبة المشاهدة ومن اعلي اول عشرة أفلام مشاهدة في الدول الأوروبية. الي من يطالبون بحجب منصة نيتفيليكس التي عرضت الفيلم ماذا عن آلاف المواقع الإباحية...؟

البوابة 24