بقلم: رامي شعلان
تعتبر السينما شكلًا من أشكال الترفيه الأساسية في العصر الحديث؛ فقبلها كان الناس يشاهدون ما يقدم على خشبة المسرح، وظلوا هكذا لقرون عديدة غير أن العالم كان على وعد بالتغيير في الثامن والعشرين من ديسمبر 1895م عندما تم عرض أول فيلم تجاري في جراند كافيه بباريس على يد الأخوين "لوميير"، ومنذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا باتت السينما القِبلة الأولى لكل راغبي الترفيه في جميع أنحاء العالم. يذكر أن حجم السوق العالمي للأفلام والفيديو قُدِّر عام 2020م بنحو 234.9 مليار دولار أمريكي، ومن المتوقع أن يحقق هذا السوق نموًا نسبته 2.4% حتى عام 2025م لتصل القيمة وقتها إلى 318.2 مليار دولار أمريكي، ومع حلول عام 2030م تشير البيانات إلى حجم سوق تصل قيمته إلى 410.6 مليار دولار أمريكي. أما عن السينما في المملكة العربية السعودية فقد واجهت حجبًا ومنعًا استمرا لسنوات طويلة حتى وافق مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في ديسمبر 2017 على إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي، وهو ما يعد نقلة نوعية هامة على المستويين: الفني والثقافي، وخطوة نحو تحقيق أهداف رؤية 2030؛ إذ إن الرؤية عملت على تعزيز قطاع الترفيه عن طريق جذب مستثمرين محليين وعالميين هادفة إلى إمداد وتطوير سوق الخدمات الترفيهية بقيمة 30 مليار ريال سعودي، ورفع نسبة إنفاق الأسرة على الترفيه من 2.9% إلى 6%.
ونتيجة للجهود المبذولة من المملكة في هذا الصدد أصبحت السعودية اليوم واحدة من بين أكبر 15 سوقًا عالميًا في قطاع السينما والترفيه حتى إن البيانات والمؤشرات تؤكد أن إيرادات قطاع تذاكر السينما بنهاية هذا العام 2022م ستصل إلى 93 مليون دولار أمريكي ومع حلول 2025م ستصل هذه الإيرادات إلى 133 مليون دولار أمريكي. جدير بالذكر أن التوقعات تشير إلى أن حجم سوق الأفلام بالشرق الأوسط ستصل قيمته إلى3,57 مليار دولار أمريكي عام 2028م؛ كما أن السعودية ستستحوذ في السنوات المقبلة على 27.5% من حجم سوق الأفلام والترفيه بالشرق الأوسط؛ لذا فإن الاستثمار في قطاع الترفيه بصفة عامة والسينما بصفة خاصة فرصة كبيرة للربح خاصة وأن التعداد السكاني الحالي للملكة يتجاوز 35 مليون نسمة؛ من بينهم أكثر من 20 مليون نسمة تقل أعمارهم عن سن 34 سنة.. هو إذن سوق كبير ينتظر من يستثمر فيه.