ان سقوط بعض الأغصان لا يضير الشجرة بل يزيدها قوة

بسام صالح
بسام صالح

بسام صالح

ضمن حوارات مع العديد من الاخوة الفتحاويين الملتزمين كان لي هذه المداخلة. أخي الكريم كل واحد بتحمل المسؤولية وتكبر حسب موقعه، الاخ ناصر عضو لجنة مركزية من 11 سنة تقريبا، اي قمة الهرم الفتحاوي، وعلى فكرة هو صديق عزيز من ايام اتحاد الطلاب، ولكن خلال السنوات الطويلة في المركزية لم نسمع منه كلمة ناقدة او موقف معارض لا داخليا عبر الاطر ولا خارجها، ولم نراه في مظاهرة او زيارة لمدينة او مخيم او مسيرة ضد الجدار والاستيطان، ونادرا ما يتحدث امام التلفزة، ولا يشارك باجتماعات المركزية، من هنا يتحمل جزء كبير من المسؤولية لما يجري داخل الاطر الحركية مثله مثل غيره، ولذلك السؤال لماذا الان وقبل الانتخابات يقوم بتشكيل قائمة تنافس الحركة التي ينتمي اليها، وهو يعلم بحكم انتماؤه وتجربته ان وحدة الحركة اليوم مستهدفة اكثر مما كان في انتخابات 2006 فلماذا قام بتشكيل الائتلاف الديموقراطي؟ خاصة انه يطرح تغيير النظام السياسي لاحظ تغيير وليس اصلاح وهو جزء من هذا النظام. القائمة التي قال انها مفتوحة للجميع بما فيهم كوادر الدحلان، الذين مازال يعتبرهم ابناء فتح، كل هذا وهو مازال عضو لجنة مركزية، كان الافضل له ان يقدم استقالته وبعدها يشكل ويتحالف مع من يريد وما كان احد يستطيع قول اي شئ بحقه. لقد ارتكب مخالفات عديدة، وهذا لا يعني ان باقي الاخوة في اللجنة المركزية انبياء وبدون اخطاء، ولكنهم احتفظوا بمواقعهم ولم يشكلوا لا قوائم ولا تيارات ولم يقولوا سنقلب النظام السياسي! يتحملون مسؤولية ايضا بان سمحوا بان تصل الامور الى ما وصلت اليه, هل كان بالامكان استمرار الحوار الداخلي رغم اعلان الاخ ناصر عن تشكيل قائمته؟ واجتماع الفصائل في القاهرة على الابواب؟ نعم كان بالامكان التأني وكسب بعض الوقت من خلال التجميد والاحالة لمحكمة حركية تقوم هي باتخاذ القرار المناسب، ولكن هذا لم يحدث للاسف، السؤال ما العمل، انا عضو ملتزم بحركة فتح، ومنضبط بقراراتها أوُمن بالمركزية الديموقراطية، والمرحلة لا تحتاج لمزيد من الاشكاليات، بل وحدة الصف الفتحاوي، لان المعركة القادمة الانتخابات هي معركة " الوطنية الفلسطينية " فان خسرت لا سمح الله فان الاسلام السياسي سيكون على سدة الحكم في السلطة الوطنية وبعدها في المجلس الوطني، وعلى فتح والوطنية الفلسطينية السلام. هل نقبل ذلك؟ المطلوب توحيد الموقف خاصة وان هناك قرار بعدم ترشح اعضاء المركزية والثوري وغيرهم للمجلس التشريعي، وان يتم العمل لتشمل قائمة الحركة الكفاءات من الشباب والنساء والشخصيات الفتحاوية التي دُعِكت ومارست وتمارس النضال اليومي وتكون ذات سمعة جيدة وتحظى بقبول الناخب وان لا تكون مرتبطة بالجغرافيا ولا بالعشائر، وان تكون قائمة واحدة موحدة لابناء فتح يشاركون بوضعها واختيار اسماء المرشحين. اما عن هل خرج ناصر من فتح او تم اخراجه فاقول لك ان اعلان الاخ ناصر تشكيل الملتقى الوطني اخرج نفسه من الحركة، تخيل احد قيادات اي حزب في العالم يقوم بتشكيل قائمة منافسة لقائمة الحزب ما هو مصيره؟ فتح لم تغلق الباب امام من يريد العمل والتغيير ضمن الاطر الحركيةً فالابواب مفتوحةً، اسف للاطالة ولكن لا بد من توضيح الموقف فالمرحلة لا تتحمل ووحدة فتح مستهدفة كحركة وفكرة وهدف ولذلك واجب حمايتها والدفاع عنها. حتى لوكانت مليئة بالكثير من السلبيات هي حركتنا التي التزمنا بها. وهناك الف سبب للابتعاد عنها، ولكننا نبحث عن سبب بقاؤنا ملتزمين بها وهو انتماؤنا لفلسطين وفتح هي اداتنا، ولم يخلق الشارع الفلسطيني بديلا عنها فشل اليسار وفشل الاسلام السياسي. وبقيت فتح وعلينا تطويرها ونفض ما اصابها من امراض. لتبقى جذورها عميقة في ارضنا وبين ابناء شعبنا قد تسقط بعض الغصون وهذا لا يضير الشجرة بل يزديها قوة وصلابة.

 

البوابة 24