النازيون الجدد في دائرة الضوء

بقلم:جلال نشوان

يوماً بعد يوم ، ينقشع الضباب عن المؤامرة الأمريكية الجديدة ، التي تهدف إلى ظهور تيارات نازية ، لتشكيل كتلة دولية جديدة ، تحكمها قوى فاشية تتناغم مع العنصرية الأمريكية ، حيث يلحظ المتابع للأزمة الأوكرانية الروسية إن مفردات المؤامرة بدأت بالإعلام المضلل ، ونشر الأكاذيب المخالفة للواقع ، وعرض اللاجئين الفارين من الروسي المتوحش الذي يقصف الٱمنين في بيوتهم ، لإستمالة القوى النازية التي تتناسل في كل دول إوروبا هذا المشهد الذي خطط له جهابذة المطبخ الأمريكي ، وعلى رأسهم (جاك سوليفان ) مستشار الأمن القومي الأمريكي وفريقه ، وذلك بتكثيف الإعلام الممنهج عن أهمية جلب المتطوعين من كل فج عميق للدفاع عن الشعب الأوكراني المظلوم سياسات ممنهجة تم إعدادها بعناية ، تحمل في طياتها التحريض ضد روسيا وإن العالم لن يستقر الا بالتفرد الأمريكي ، ويلحظ المتابع أيضاً أن الإعلام الغربي يقدم الروسي بأنه هو الانسان المتوحش ، والمتعطش للدماء ، وإظهار قوافل الدبابات الروسية وهي تقصف كل شيئ يتحرك والتركيز على بطولة المقاومين الأوكران ، وأن على أوروبا فتح باب التطوع ، لأن جحيم الحرب سيطالها عاجلاً أم ٱجلاً واللافت للنظر إن الإعلام الغربي لم يتناول توزيع الجيش الروسي للمعونات الإنسانية على السكان ، مع إن قنوات التلفزة أفردت مساحة كبيرة لذلك !!!!! إن تقديم صورة مرعبة في أذهان الأوربيين عن وحشية الدب الروسي ، غدا. مشهداً روتينياً بهدف تسخين الأجواء ، وإستنهاض المتطوعين الأوربيين والذهاب إلى قتال قوات القيصر في مختلف الجبهات ، وهذا يؤكد الحضور الأمريكي في أدق تفاصيل الحياة اليومية في إوكرانيا وزارة الداخلية الألمانية، أعلنت إن لديها معلومات عن المئات من النازيين الجدد الألمان الذين يقاتلون في أوكرانيا و الآلاف من النازيين الألمان يرغبون في المشاركة في القتال ، جنباً إلى جنب مع النازيين للأوكرانيين ، وهذا يؤكد إن المشهد بات أكثر تعقيداً وغني عن التعريف : أعلن قيصر روسيا بوتين إن النازيين الجدد في أوكرانيا يستخدمون المدنيين دروعاً بشرية ، مضيفاً أنَّ "القوميين المتطرفين في أوكرانيا احتجزوا آلاف الطلاب رهائنَ". المؤامرة الأمريكية واضحة وضوح الشمس وهي خلط الأوراق ، وعلى أوروبا أن تهيئ نفسها للحرب ، وإذا لم تتحد وتنظم صفوفها ، فان الروسي سيبتلع إوروبا ، ولم تكتف الولايات المتحدة الأمريكية بذلك ، بل جندت الٱلاف من المرتزقة الأجانب، الذين وصلوا إلى أوكرانيا، لتنفيذ أعمال تخريب ومداهمات لقوافل المعدات الروسية إن هجمات المرتزقة الأجانب في أوكرانيا تُنفَّذ بمساعدة أسلحةٍ قدمها الغرب إلى المسلَّحين في أوكرانيا، مثل صواريخ جافلين (التي قدمتها الولايات المتحدة) وتسعي الولايات المتحدة الأمريكية إلى إخراج روسيا من المنظومة الدولية وذلك بخنق الاقتصاد الروسي ، لمنع الدب الروسي ، من تحويل روسيا لمارد اقتصادي، لكي لا يدعم العضلات العسكرية و النووية الهائلة التي تمتلكها روسيا ، بعضلات إقتصادية و تكنولوجية لقد استثمرت الولايات المتحدة الأمريكية التناغم بين النازيين واليمين المتطرف الأوروبي في كل مجالات الحياة من أجل تقزيم قدر الأجانب واللاجئين وتوجيه التهم لهم وهو ما انتشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي ساهمت بزيادة خطابات العنصرية والكراهية المعادية لشعوب الأرض ، وفق الشعبوي والمتطرف، موضحا أن عناصر النازيين واليمين المتطرف استغلوا المجتمع الرقمي من أجل مزيد من التنظيم، وتطوير المفاهيم وإيجاد فضاء للنقاش الاجتماعي وترتيب صفوفهم ونشر دعايتهم المتطرفة القائمة على العنصرية المعادية للاجانب والمسلمين وفي الحقيقة : ويحشد النازيون الجدد في أوكرانيا الجمهور عبر الإنترنت ويتم استغلال هذه الطرق من أجل التحريض على الانفصاليين في شرق أوكرانيا ( دونباس ) وكثيرا ما تعرض هؤلاء للتعذيب والقتل ، وهذا ما تدعمه الولايات المتحدة الأمريكية ، ظهور تيارات نازية في دول أوروبا ، ودعم المتطرفين ، لتشكيل عالم جديد ، يخضع لأمريكا ، سيقلب كافة الموازين رأساً على عقب ، وسيغير كثيرا من المعادلات ، لأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح بعالم جديد متعدد الأقطاب ويبقى السؤال الأكثر إلحاحاً : هل تنجح مساعيها ؟ قادم الأيام يحمل في طياته الكثير وان غدا لناظره قريب. الكاتب الصحفى جلال نشوان

البوابة 24