فلسطين - البوابة 24
أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان 2022، وهو الشهر الذي يسعى خلاله عدد كبير من المسلمين للتقرب إلى الله من خلال العبادات والطاعات، ومن بين هذه العبادات الاعتكاف، ولذلك يتسائل الكثيرين عن حكم الاعتكاف في رمضان، وخاصةً الاعتكاف في المساجد في الثلث الأخير من الشهر الفضيل، أي في الأيام العشرة الأخيرة، وما هي فوائده وفضله وثوابه وأجره.
حكم الاعتكاف في رمضان 2022
يرغب عدد كبير من المسلمين في الاعتكاف في المساجد خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان لعلهم يحيون ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر كما وصفها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم في سورة القدر، كما أنها سلام حتى مطلع الفجر.
والهدف من اعتكاف المسلمين في المساجد خلال شهر رمضان المبارك هو التقرب من الله سبحانه وتعالى والفوز بالأجر والثواب العظيمين، بالإضاقة إلى التفرغ لعبادة الله وقراءة القرآن والدعاء والاستغفار، لأن في كل ذلك تذكية وطهارة للنفس البشرية.

والحكمة من تشريع الاعتكاف هي التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالتفرغ لعبادته وذكره وتسبيحه واستغفاره وقراءة القرآن، والانقطاع عن الناس والتخفف من الشواغل لأجل ذلك التقرب تزكية للنفس وتنقية للقلب.
حكم الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان 2022
فيما يتعلق بـ حكم الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان 2022، فقد أجمع العلماء على أنه "سنة، وترى بعض المذاهب الفقهية أنه "سنة مؤكدة" في العشر الأواخر من رمضان، إلا أنه يجب الاعتكاف إذا كان منذورا.
والدليل على سنيته قول الله تعالى: "وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ" (سورة البقرة، الآية: 187)، وقوله: "أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ"(سورة البقرة، 125).
فضل الاعتكاف في رمضان 2022
أما عن فضل الاعتكاف في رمضان 2022، والفوائد والثمرات المترتبة على الاعتكاف فقد جاءت كالتالي:
- تربية النفس على الإخلاص في العبادة، وترك الرياء جملة؛ لأن المعتكف يعبد الله في معتكفه خاليًا لا يراه من الناس إلَّا القلَّة، وقد لا يراه أحد؛ فيكون هذا أدعى إلى إخلاصه في عبادته، والتخلُّص من آفة الرياء.
- التخفيف من ضغوط الحياة؛ فإن من فوائد الاعتكاف أنه خلوة علاجية، يهدئ فيها المعتكف من روعه، ويتخفف من ضغوط حياته ومشاغله، ويقلّل من انفعالاته الضارة، وهو ما يؤكده بعض الأطباء.
- التربية على التخلص من فضول الكلام والثَّرثرة، وفضول النوم، وفضول الطعام والشراب، وكثرة الخلطة؛ لأن كلَّ ذلك مكروه للمُعتكِف.

- الإقبال على العبادة وتعويد النفس عليها؛ بما أنَّ المُعتكِف منقطع للعبادة بصورها المختلفة، ومتفرغ للقيام بها كل التفرغ.
- تقوية الصلة بالله سبحانه؛ بما أنَّ المُعتكِف يناجي الله سبحانه ويدعوه، ويتأمَّل في خلقه، ويعبده بإقبال قلب وفراغ نفس.
- استثمار الوقت فيما يرجع على الإنسان بالنفع العميم في الدارين، وتعويد الإنسان على عدم إضاعة الوقت فيما لا طائل تحته؛ لأنَّ المعتكِف المنقطع لله سبحانه ولعبادته، مستثمر لوقته أفضل أنواع الاستثمار، ومحرز لوقتهِ عن تضييعه فيما لا يفيد ولا يجدي.
- تربية النفس على تحمُّل الشدائد، والصبر على الطاعة، والخشونة في العيش؛ لما قلناه من أن المعتكف يُكره له الترفه والتعطر، ولبس فخيم الثياب. ويستحب له الإكثار من العبادات بألوانها المختلفة، والصبر على أدائها، والقيام بكلفتها.
- الابتعاد عن الشواغل والصوارف التي تشغل الإنسان عن العبادة، وتصرفه عنها، وتجعله كالمستهلك في المعاش وتحصيل أسبابه.
- التعود على استعمال العقل استعمالاً مفيدًا؛ وذلك حين يقوم المعتكف بعبادة التفكُّر في ملكوت الله سبحانه، والتأمُّل في مخلوقاته، وإدراك عظمته وربوبيته.
- طرح مادية الحياة، والاسترواح إلى نفحات الإيمان ومباهج الأنس بالله ومسرَّات الخلوة به؛ فهذا -ولا شك- من أعظم فوائد الاعتكاف وثمراته.
