عمليتا اطلاق نار بالخضيرة وبئر السبع واتهامات لتنظيم الدولة.. هل نشطت الخلايا النائمة بأراضي 48؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

فلسطين - خاص البوابة 24

أعلن تنظيم الدولة، صباح اليوم الاثنين، مسؤوليته عن عملية اطلاق النار التي نفذها فلسطينيان، مساء أمس الأحد في مدينة الخضيرة، والتي اسفرت عن استشهاد المنفذيْن، ومقتل عنصرين من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، واصابة 12 اخرين.

اعلام الاحتلال أعلن في الوقت ذاته أن المنفذين أيمن وخالد اغبارية، منفذي عملية اطلاق النار، أنهما ينتميان الى تنظيم الدولة، وقد نشر فيديو لهما وخلفيهما علم للتنظيم قبل تنفيذهما للعملية، كما أنه قبل هذه العملية كانت عملية اطلاق النار والدهس التي نفذها الفلسطيني محمد أبو القيعان في بئر السبع، أيضا أكد الاحتلال أنه ينتمي الى تنظيم الدولة.

السؤال هنا.. هل أصبح تنظيم الدولة متواجد في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948؟ وكيف سيؤثر ذلك على حكومة الاحتلال الإسرائيلي؟

تنظيم الدولة خلايا نائمة بأراضي 48

أكد الدكتور خالد صافي، المختص في شؤون الحركات الإسلامية، لموقع "البوابة 24"، أن التحقيقات الأولى التي نشرها الاحتلال الإسرائيلي تشير إلى أن المنفذان ينتميان الى تنظيم الدولة، لافتا إلى أن التنظيم اعلن مسؤوليته عن العمليتين اللتين تم تنفيذهما، كان اخرها امس في مدينة الخضيرة وقبلها في بئر السبع.

وقال صافي: "هذه المرة الأولى التي تحدث بها عمليات يتبناها تنظيم الدولة في العمق الإسرائيلي، حيث ان التنظيم لديه توجهاً جديداً حول مقارعة الاحتلال الإسرائيلي بشكل واضح وجليل والابتعاد عن عمليات داخلية كما حدثت في غزة".

وأضاف: "ربما يكون تنظيم الدولة قد تغلغل داخل إسرائيل، حيث أننا امام معطيات تشير الى ذلك، فنتحدث عن بئر السبع ومدينة ام الفحم والخضيرة والجليل، وهذا يشير الى وجود خلية لتنظيم الدولة في إسرائيل كانت نائمة، ولكن نتيجة وجود اهداف او توجه جديد له، فإن هناك تنشيط لهذه الخلايا".

توجه جديد لتنظيم الدولة

وفي السياق ذاته، أكد صافي، أنه اذا كان هناك توجه لتنظيم الدولة في تنفيذ عمليات داخل إسرائيل، فإنه سيكون هناك فعلا عمليات أخرى، لافتا إلى أن تنفيذ عمليتين في أسبوع واحد هو رسائل بأن هناك تحرك لتنظيم الدولة، ولكن ليس معروفا حول ان كانت عمليات ممنهجة للتنظيم او ان يكون هناك خلايا نشطت بسبب الابعاد المتعلقة بالحرب الأوكرانية او الاعتداءات على مدينة القدس والضفة الغربية والاستيطان والنقب.

وقال: "ربما يكون هناك توجه لتنظيم الدولة لتنفيذ عمليات، ولكن ستتضح الصورة اذا تكررت عمليات أخرى في مناطق مخلفة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا سيبرز ان التنظيم عاد الى الساحة من خلال منهج منظم ينطلق عبر عمليات عديدة".
التعاطف مع مقاومة الاحتلال سيتراجع

من جانبه، شكك الدكتور أحمد رفيق عوض، المحلل السياسي، لموقع "البوابة 24"، في رواية الاحتلال الإسرائيلي بأن يكون تنظيم الدولة وراء هذه العمليات، لافتا إلى أن المسألة يجب ان يكون فيها مراجعة.

وقال رفيق عوض: "ولكن اذا كانت هذه العمليات باسم تنظيم الدولة، فإن هذا الامر يعني، أولا أن الكثير من التأييد والدعم ومحاولة ربط سياسات إسرائيل بالمقاومة الفلسطينية سيتم تغييرها، وسيقل التعاطف مع مقاومة المحتل، ثانيا هذا يعطي صورة بأن إسرائيل تحارب الإرهاب في العالم، ثالثا، أن تنظيم الدولة عمليا يفتح صفحة جديدة من التحديات الأمنية لإسرائيل، حيث أن الامر لم يعد يتعلق بالصراع مع الفلسطينيين فقط، وانما مع جبهة دولية حيث أن تنظيم الدولة عبارة عن جبهة دولية عابرة للحدود، وهذا سيفتح باب كبير على إسرائيل".

وأضاف: "هناك من يربط بين مقتل أحد قادة تنظيم الدولة من الفلسطينيين قبل عدة أيام، وبالرغ من ذلك فإن تنظيم الدولة على مدار سنوات كثيرة لم تقل بأنها ستشتبك مع إسرائيل، وبالتالي اذا صدقنا أن من نفذ العمليات الأخيرة من تنظيم الدولة، فإن إسرائيل ستفتح على نفسها باباً لمواجهة كبيرة وعريضة ومختلفة".

وتابع المحلل السياسي بقوله: "اذا تم اثبات ان منفذي عملية اطلاق النار سواء في مدينة الخضيرة او بئر السبع من تنظيم الدولة، فهذا يعني فشل امني كبير لإسرائيل، حيث أن هؤلاء مواطنين يحملون الجنسية الإسرائيلية، بالإضافة الى أن منهم كانوا اسرى لدى الاحتلال".

هدف الاحتلال من نسب المنفذين لتنظيم الدولة

بدوره، أكد الدكتور عمر جعارة، المختص في الشأن الإسرائيلي لموقع "البوابة 24"، أن اعلام الاحتلال الإسرائيلي يقول أنه عندما حاول تنظيم الدولة برفع رأسه في قطاع غزة، فقد قامت حركة حماس برفض ذلك، كما قال أن منفذ عملية بئر السبع محمد أبو القيعان ذهب الى تركيا ثم الى سوريا للانخراط في تنظيم الدولة وعندما عاد ثبتت عليه التهمة وسجن، ولكن بعد اطلاق سراحه، ولن تفاجأ الاحتلال بأنه نفذ عملية بئر السبع.

وقال: "زج المقاومة الفلسطينية بتنظيم الدولة، ليس لصالح القضية الفلسطينية نهائيا، كما كان تنظيم الدولة ليس لصالح المعارضة السورية بأي شكل من الاشكال، لذلك يجب ان نحظر من ذلك".

وأضاف جعارة: "سواء من نفذ العمليات من تنظيم الدولة او غيره، فإن علام الاحتلال يتساءل هل حان الوقت لتنظيم الدولة ان يرفع رأسه في مناطق 48، حيث أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قوية في المطاردة".

وفي السياق ذاته، أكد المختص في الشأن الإسرائيلي، أن إسرائيل تريد ان تحطم المقاومة الفلسطينية عبر تنسيب عمليات ينفذها تنظيم الدولة لها. 

البوابة 24